باب الاستفهام
  و (كُمْ): سؤال عن العدد، و (متى): سؤال عن الزمان، و (أين): سؤال عن المكان، و (كَيْفَ): سؤال عن الحال، و (أيُّ حين): كـ (متى)، و (أَيَّانَ) كذلك، و (أنَى) كـ (أين).
  اعلم أنه قد مضى بيان ذلك أمام هذا الكلام فأما (مَنْ) فإنّها مبنية في سائر أحوالها على السكون؛ / لأنّه أصل البناء، وبنيت في الاستفهام لتضمنها معنى حرف الاستفهام، وفي الجزاء لتضمنها معنى (إنْ) الشرطية، وفي الصلة لكون معناها في صلتها كـ (الذي).
  و (ما) بهذه المثابة.
  وأما (أي) فلا تجيء إلا مضافة، وهي بعض ما أُضيفت إليه، ومتى أُفْرِدَتْ عن الإضافة، ونُونت، كانت الإضافة مراعاة، وهي معربة(١) في سائر أحوالها حملاً لها على نظيرها، ونقيضها؛ لأنّ نظيرها (بعض)، ونقيضها (كُلِّ)؛ لأنّ (كُلاً) عبارة عن جميع أجزاء الشيء، وعند(٢) (سيبويه) أنها مبنية في موضع (الذي)(٣). فأما (كم) فقد مضى ذكرها.
  وأما (متى) فهي مبنية على السكون(٤)؛ لأنه الأصل في البناء، وبنيت لتضمنها معنى حرف الاستفهام، وبُنيت في الجزاء لتضمنها معنى (إن) الشرطية.
(١) في (ع): (معرفة)، وهو تحريف.
(٢) في (ع): (وعن ...).
(٣) انظر الكتاب: ١/ ٣٩٨، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٣٢٣.
(٤) في الأصل أقحم الناسخ بين (فهي مبنية) و (على السكون (العبارة التالية: (في موضع الذي) وهي من السطر الذي قبل هذا السطر في الأصل.