البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الاستفهام

صفحة 675 - الجزء 1

  و (كُمْ): سؤال عن العدد، و (متى): سؤال عن الزمان، و (أين): سؤال عن المكان، و (كَيْفَ): سؤال عن الحال، و (أيُّ حين): كـ (متى)، و (أَيَّانَ) كذلك، و (أنَى) كـ (أين).

  اعلم أنه قد مضى بيان ذلك أمام هذا الكلام فأما (مَنْ) فإنّها مبنية في سائر أحوالها على السكون؛ / لأنّه أصل البناء، وبنيت في الاستفهام لتضمنها معنى حرف الاستفهام، وفي الجزاء لتضمنها معنى (إنْ) الشرطية، وفي الصلة لكون معناها في صلتها كـ (الذي).

  و (ما) بهذه المثابة.

  وأما (أي) فلا تجيء إلا مضافة، وهي بعض ما أُضيفت إليه، ومتى أُفْرِدَتْ عن الإضافة، ونُونت، كانت الإضافة مراعاة، وهي معربة⁣(⁣١) في سائر أحوالها حملاً لها على نظيرها، ونقيضها؛ لأنّ نظيرها (بعض)، ونقيضها (كُلِّ)؛ لأنّ (كُلاً) عبارة عن جميع أجزاء الشيء، وعند⁣(⁣٢) (سيبويه) أنها مبنية في موضع (الذي)⁣(⁣٣). فأما (كم) فقد مضى ذكرها.

  وأما (متى) فهي مبنية على السكون⁣(⁣٤)؛ لأنه الأصل في البناء، وبنيت لتضمنها معنى حرف الاستفهام، وبُنيت في الجزاء لتضمنها معنى (إن) الشرطية.


(١) في (ع): (معرفة)، وهو تحريف.

(٢) في (ع): (وعن ...).

(٣) انظر الكتاب: ١/ ٣٩٨، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٣٢٣.

(٤) في الأصل أقحم الناسخ بين (فهي مبنية) و (على السكون (العبارة التالية: (في موضع الذي) وهي من السطر الذي قبل هذا السطر في الأصل.