البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الاستفهام

صفحة 676 - الجزء 1

  وأما (أَيْنَ) فَبُنيت؛ لأنّها تضمنت معنى همزة الاستفهام، ولم تُبن على السكون لأجل الياء الساكنة فكان يلتقي ساكنان واختير لها الفتحة لخفتها، ولم تكسر لأجل ثقل الكسرة، ولم تُضم؛ لأنّ الضَمّ إنّما يكون في الغايات [وما أشبهها]⁣(⁣١) وليست بغاية⁣(⁣٢)، أو فيما كان متمكناً وليست كذلك.

  والكلام في (كيف)⁣(⁣٣) كالكلام في (أين) سواء.

  وأما (أي حين) فإنّ (أيَّا) لَمّا أُضيفت⁣(⁣٤) إلى (حين) وهي⁣(⁣٥) زمان صارت للزمان؛ لأنها بعض ما أُضيفت إليه، فلهذا صارت كـ (منى)؛ لأن (متى) للزمان، يقول: متى خرج زيد؟ فتقول: يوم الجمعة، أو غيره من ظروف الزمان وتقول في الجزاء: مَتى تَخْرُجْ أَخْرُج، فأي وقت وقع فيه الخروج وجب الجزاء.

  فأما⁣(⁣٦) (أَيَّانَ) فمبنية على الفتح، وبنيت لتضمنها معنى حرف الاستفهام أو حرف الشرط، وبُنيت على الفتح لمكان الألف؛ لئلا يجتمع ساكنان. وقيل: لمكان الياء؛ لأنّ الألف حاجز غير حَصينٍ، فَفُعِلَ بها كما فعل بـ (أين)، واختير لها الفتحة لخفتها.

  وأما (أَنِّي)⁣(⁣٧) فبنيت لتضمنها معنى همزة الاستفهام أو حرف الشرط، وبنيت على السكون؛ لأنّه الأصل في البناء⁣(⁣٨). و (أنّى) قيل: هي كـ (أين) فإذا


(١) تكملة من (ع).

(٢) في الأصل (وليست بغايات)، وهو سهو، والتصويب من (ع).

(٣) في (ع): (وكيف الكلام فيها).

(٤) في الأصل: (أضفت)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) في (ع): (وهو).

(٦) في (ع): (وأما).

(٧) في (ع): (أي)، وهو تحريف.

(٨) في (ع) بدل (وبنيت ... في البناء) وضع الناسخ العبارة التالية: (واختير لها الفتحة لخفتها كما عمل في أين وكيف) وهو تخليط.