باب الاستفهام
  قلت: أنّى لك هذا؟ يكون تقديره: من أين لك هذا؟ وقيل: هي بمعنى (كيف) وتأولوا(١) قوله تعالى: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}(٢) معناه: كيف شئتم مقبلاً ومدبراً وعلى جنب، ولا يجوز على ما يذهب إليه بعض الفقهاء(٣)؛ لأن أمير المؤمنين # لما سئل عن ذلك قال: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ٨٠}(٤).
  وهذه الأسماء تكون جُثّةً وغير جُثّة، فما كان سؤالاً عن مكان فهو جُثةٌ، وما كان سؤالاً عن حال أو زمان، فهو غير جُثة.
  قال: «وتقول: مَنْ عندَكَ؟ فجوابه: زيد، أو عمرو، ونحو ذلك، ولا تقول: حمار، ولا فرس، ولا نحو ذلك. وإذا قال: ما معك؟ قلت: دراهم ونحو(٥) ذلك. وإذا قال: أَيُّهُمْ عِندَكَ؟ قلت: مُحمدٌ، وإذا قال: أي الدواب ركبت؟ قلت: الأشقر، وإذا قال: كم مالك؟ قلت: ألفان، ونحو ذلك. وإذا قال: متى جئت؟ قلت: يوم الجمعة. وإذا قال: أين كنت؟ قلت: عند زيد، وإذا قال: كيف أنت؟ قلت: صالح. وإذا قال: أي حين قمت؟ قلت: أمس. وكذلك: أيان انطلاقُكَ؟ فتقول: غداً، قال الله سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}(٦)؛ أَي
(١) (تأولوا): ساقط من (ع).
(٢) البقرة: (٢٢٣).
(٣) يريد إتيان الزوجة في غير موضع النسل وقد عُزي هذا الرأي إلى مالك وبعض الصحابة، انظر تفسير الطبري: ٤/ ٣٩٧ - ٤١٨، والمغني لابن قدامة: ٧/ ٢٩٦، وما كتبه محقق المغني في حاشيته، وانظر ما أورده صاحب اللسان من الحديث: «فأتوا حرثكم أنى شئتم سمامًا واحدا أي مأتى واحداً ..... اللسان (سمم).
(٤) الأعراف: (٨٠).
(٥) في (ع) و (مل): (أو نحو).
(٦) الأعراف: (١٨٧)، النازعات: (٤٢).