باب الاستفهام
  متى ظهورها وحلولها؟ قال تعالى: {يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا}(١)؛ أي: من أين لك هذا؟ {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}(٢) (٣).
  اعلم أن جميع هذا قد مضى مستقصى فلا طائل في إعادته.
  قال: «و أما الهمزة و (أم) فقد تقدم ذكرهما في باب العطف. وأما (هل) فكقولك(٤): هل قام زيد؟ وهل يقوم جعفر؟ فجوابه: (نعم) أو (لا). وقد تكون (هل) بمعنى (قَدْ)، قال الله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}(٥) أي: قد أتى عليه حين من الدهر، قال الشاعر(٦):
  ٢٥٧ - سائل فوارس يربوع بِشَدَّتِنا ... أَهَلْ رَأَونَا بِسَفْحِ القُفَّ ذِي الأَكَم
  أي: قَدْ رَأَونا».
  اعلم أن الهمزة قد ذكرنا أنّها أصل الباب(٧)، وأم حروف الاستفهام. والدليل على ذلك جواز دخولها على حروف العطف نحو الواو والفاء و (ثُمَّ) ومن ذلك
(١) آل عمران: (٣٧).
(٢) آل عمران: (٣٧).
(٣) تكملة من (ع) و (مل).
(٤) في (مل): (فقولك).
(٥) الإنسان: (١).
(٦) هو زيد الخيل.
٢٥٧ - البيت من البسيط. وهو في ديوانه: ١٠٠، والمقتضب: ١/ ١٨٢، ٣/ ٢٩١، والخصائص: ٢/ ٤٦٣، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٠٨، ٢/ ٣٣٤، وابن يعيش: ٨/ ١٥٢، ١٥٣، والمغني: ٣٨٩، والهمع: ٢/ ٧٧. وعجزه في الهمع: ٢/ ١٣٣. بشدتنا: بحملتنا، القف: ما ارتفع من الأرض. الاكم: جميع أكمة وهي مرتفع من الأرض ملبس حجارة سوداء.
(٧) في (ع): (أصل في الباب).