البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الاستفهام

صفحة 678 - الجزء 1

  متى ظهورها وحلولها؟ قال تعالى: {يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا}⁣(⁣١)؛ أي: من أين لك هذا؟ {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}⁣(⁣٢) (⁣٣).

  اعلم أن جميع هذا قد مضى مستقصى فلا طائل في إعادته.

  قال: «و أما الهمزة و (أم) فقد تقدم ذكرهما في باب العطف. وأما (هل) فكقولك⁣(⁣٤): هل قام زيد؟ وهل يقوم جعفر؟ فجوابه: (نعم) أو (لا). وقد تكون (هل) بمعنى (قَدْ)، قال الله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}⁣(⁣٥) أي: قد أتى عليه حين من الدهر، قال الشاعر⁣(⁣٦):

  ٢٥٧ - سائل فوارس يربوع بِشَدَّتِنا ... أَهَلْ رَأَونَا بِسَفْحِ القُفَّ ذِي الأَكَم

  أي: قَدْ رَأَونا».

  اعلم أن الهمزة قد ذكرنا أنّها أصل الباب⁣(⁣٧)، وأم حروف الاستفهام. والدليل على ذلك جواز دخولها على حروف العطف نحو الواو والفاء و (ثُمَّ) ومن ذلك


(١) آل عمران: (٣٧).

(٢) آل عمران: (٣٧).

(٣) تكملة من (ع) و (مل).

(٤) في (مل): (فقولك).

(٥) الإنسان: (١).

(٦) هو زيد الخيل.

٢٥٧ - البيت من البسيط. وهو في ديوانه: ١٠٠، والمقتضب: ١/ ١٨٢، ٣/ ٢٩١، والخصائص: ٢/ ٤٦٣، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٠٨، ٢/ ٣٣٤، وابن يعيش: ٨/ ١٥٢، ١٥٣، والمغني: ٣٨٩، والهمع: ٢/ ٧٧. وعجزه في الهمع: ٢/ ١٣٣. بشدتنا: بحملتنا، القف: ما ارتفع من الأرض. الاكم: جميع أكمة وهي مرتفع من الأرض ملبس حجارة سوداء.

(٧) في (ع): (أصل في الباب).