الفصل الثالث توثيق الكتاب
  وذكر (أبو علي الفارسي) في كتابه المعروف بـ (الإيضاح): الاسم ما جاز الإخبار عنه. قال: ومن صفات الاسم جواز دخول الألف واللام عليه، ولحاق التنوين له كقولنا: الفَرَسُ الغُلامُ، وفَرَسٌ وغُلامٌ(١).
  وحد الاسم بعض المُتأخرين فقال: الاسم ما استحق أن يكون معرباً من(٢) أول وضعه(٣). وهذا وإن كان غير منتقض فهو مأخوذ من الصناعة، فإذا عرف الإنسان ما يُراد بهذا الموضع(٤) لم يحتج إلى تحديد الاسم.
  فأما (مُحَمَّدُ بنُ السِّري) فإنَّهُ قال: الاسمُ ما دَلَّ على معنى عار من الدلالة على الزمان(٥). وقال (أبو العباس المُبَرِّد): الاسمُ ما دَلُّ على مُسمى تحته(٦). وما ذكره (مُحَمَّدُ بنُ السري) يبطل بقولهم: (أنتِ الناقةُ على مضربها ومنتجها)(٧) (٨)؛ لأنَّ المَضْرِبَ والمنتج يدلان على الضراب والنتاج وعلى الزمان؛
(١) الإيضاح العضدي: ٦.
(٢) في (ع): (في أول).
(٣) انظر الأمالي الشجرية: ١/ ٢٩٣.
(٤) في (ع): (الوضع) وهو تحريف.
(٥) الأصول: ١/ ٣٨.
(٦) قال أبو العباس: «أما الأسماء: فما كان واقعا على معنى، نحو رجل وفرس وعمرو وما أشبه ذلك» المقتضب: ١/ ١٤١.
(٧) قال صاحب اللسان: «وأتت الناقة على مضربها، أي على زمن ضرابها، والوقت الذي ضربها الفحل فيه. جعلوا الزمان كالمكان. «اللسان (ضرب). وقال: «وأتت الناقة على منتجها، أي الوقت الذي تنتج فيه، وهو مفعل بكسر العين. اللسان (نتج).
(٨) الزمان نوعان: الأول نحوي يقع في معنى صيغة اسم الزمان نحو (مضربها) و (منتجها)، وفي بعض معنى الفعل نحو: (ضرب - يضرب - اضرب)؛ لأن الفعل يدل بصيغته على الزمان ويدل بمادته على الحدث، ويقع أيضًا في الظرف بكل معناه نحو: (متى - منذ - ...) والنوع الثاني من الزمان هو المعجمي إذ وجدت كلمات في اللغة تدل بمادتها لا بصفتها على الزمان نحو «: (يوم - وقت - ساعة ...).