البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

الفصل الثالث توثيق الكتاب

صفحة 10 - الجزء 1

  وذكر (أبو علي الفارسي) في كتابه المعروف بـ (الإيضاح): الاسم ما جاز الإخبار عنه. قال: ومن صفات الاسم جواز دخول الألف واللام عليه، ولحاق التنوين له كقولنا: الفَرَسُ الغُلامُ، وفَرَسٌ وغُلامٌ⁣(⁣١).

  وحد الاسم بعض المُتأخرين فقال: الاسم ما استحق أن يكون معرباً من⁣(⁣٢) أول وضعه⁣(⁣٣). وهذا وإن كان غير منتقض فهو مأخوذ من الصناعة، فإذا عرف الإنسان ما يُراد بهذا الموضع⁣(⁣٤) لم يحتج إلى تحديد الاسم.

  فأما (مُحَمَّدُ بنُ السِّري) فإنَّهُ قال: الاسمُ ما دَلَّ على معنى عار من الدلالة على الزمان⁣(⁣٥). وقال (أبو العباس المُبَرِّد): الاسمُ ما دَلُّ على مُسمى تحته⁣(⁣٦). وما ذكره (مُحَمَّدُ بنُ السري) يبطل بقولهم: (أنتِ الناقةُ على مضربها ومنتجها)⁣(⁣٧) (⁣٨)؛ لأنَّ المَضْرِبَ والمنتج يدلان على الضراب والنتاج وعلى الزمان؛


(١) الإيضاح العضدي: ٦.

(٢) في (ع): (في أول).

(٣) انظر الأمالي الشجرية: ١/ ٢٩٣.

(٤) في (ع): (الوضع) وهو تحريف.

(٥) الأصول: ١/ ٣٨.

(٦) قال أبو العباس: «أما الأسماء: فما كان واقعا على معنى، نحو رجل وفرس وعمرو وما أشبه ذلك» المقتضب: ١/ ١٤١.

(٧) قال صاحب اللسان: «وأتت الناقة على مضربها، أي على زمن ضرابها، والوقت الذي ضربها الفحل فيه. جعلوا الزمان كالمكان. «اللسان (ضرب). وقال: «وأتت الناقة على منتجها، أي الوقت الذي تنتج فيه، وهو مفعل بكسر العين. اللسان (نتج).

(٨) الزمان نوعان: الأول نحوي يقع في معنى صيغة اسم الزمان نحو (مضربها) و (منتجها)، وفي بعض معنى الفعل نحو: (ضرب - يضرب - اضرب)؛ لأن الفعل يدل بصيغته على الزمان ويدل بمادته على الحدث، ويقع أيضًا في الظرف بكل معناه نحو: (متى - منذ - ...) والنوع الثاني من الزمان هو المعجمي إذ وجدت كلمات في اللغة تدل بمادتها لا بصفتها على الزمان نحو «: (يوم - وقت - ساعة ...).