البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإمالة

صفحة 704 - الجزء 1

  فتجده مضموم الأول.

  فأما الإمالة للإمالة نحو: رأَيْتُ عمادا، وكَتَبْتُ كتابا، فهذه الألف في الوقف مبدلة من التنوين أملتها من أجل أن ألف عماد⁣(⁣١) ممالة لكسرة العين. وكذلك تمالُ الألف في نحو: رَأَيْتُ زَيْدا لأجل الياء، كما أمالوا قَيْسَ عَيْلَانَ لأجل الياء.

  قال: «واعلم أن في الحروف حروفًا تمنع الإمالة في كثير من المواضع وهي حروف الاستعلاء، وعدتها سبعة: الصاد والضاد والطاء، والظاء، والغين، والخاء، والقاف، فإذا كان واحد من هذه الحروف قبل الألف أو بعدها⁣(⁣٢) [مفتوحا أو مضمومًا منع الإمالة. فالذي⁣(⁣٣) هو قبل الألف] نحو قولك: صالح، وضامن، وطالب، وظالم، وغالب، وقاسم⁣(⁣٤) لا تجوز الإمالة في شيء من هذا ولا نحوه، فلا تقول: خالد ولا قاسم، وقول العامة: فلانٌ قاعد خطأ منهم فاحش».

  اعلم أنه لما كان الحرفان المختلفان المتقاربان قد تقلب أحدهما إلى الآخر، ويدعم فيه؛ ليكون اللفظ من وجه واحد [وجب في حروف الاستعلاء مثل ذلك؛ ليكون اللفظ من وجه واحد]⁣(⁣٥)، وتركوا الإمالة في الألف مع هذه الحروف ليتجانس الصوت باستعلاء الألف إذ⁣(⁣٦) كانت هذه الحروف صاعدة إلى الحنك الأعلى وغالبة على الألف فتمنع الألف من أن تميل إذا كان تاليا لها، نحو:


(١) في (ع): رسمت: (عما) بإسقاط الدال.

(٢) (أو بعدها): ساقط من (ع).

(٣) في (ع): (والذي).

(٤) في (مل): (... وخالد وقاسم).

(٥) تكملة من (ع).

(٦) في (ع): (إذا)، وهو تحريف.