باب الإمالة
  فتجده مضموم الأول.
  فأما الإمالة للإمالة نحو: رأَيْتُ عمادا، وكَتَبْتُ كتابا، فهذه الألف في الوقف مبدلة من التنوين أملتها من أجل أن ألف عماد(١) ممالة لكسرة العين. وكذلك تمالُ الألف في نحو: رَأَيْتُ زَيْدا لأجل الياء، كما أمالوا قَيْسَ عَيْلَانَ لأجل الياء.
  قال: «واعلم أن في الحروف حروفًا تمنع الإمالة في كثير من المواضع وهي حروف الاستعلاء، وعدتها سبعة: الصاد والضاد والطاء، والظاء، والغين، والخاء، والقاف، فإذا كان واحد من هذه الحروف قبل الألف أو بعدها(٢) [مفتوحا أو مضمومًا منع الإمالة. فالذي(٣) هو قبل الألف] نحو قولك: صالح، وضامن، وطالب، وظالم، وغالب، وقاسم(٤) لا تجوز الإمالة في شيء من هذا ولا نحوه، فلا تقول: خالد ولا قاسم، وقول العامة: فلانٌ قاعد خطأ منهم فاحش».
  اعلم أنه لما كان الحرفان المختلفان المتقاربان قد تقلب أحدهما إلى الآخر، ويدعم فيه؛ ليكون اللفظ من وجه واحد [وجب في حروف الاستعلاء مثل ذلك؛ ليكون اللفظ من وجه واحد](٥)، وتركوا الإمالة في الألف مع هذه الحروف ليتجانس الصوت باستعلاء الألف إذ(٦) كانت هذه الحروف صاعدة إلى الحنك الأعلى وغالبة على الألف فتمنع الألف من أن تميل إذا كان تاليا لها، نحو:
(١) في (ع): رسمت: (عما) بإسقاط الدال.
(٢) (أو بعدها): ساقط من (ع).
(٣) في (ع): (والذي).
(٤) في (مل): (... وخالد وقاسم).
(٥) تكملة من (ع).
(٦) في (ع): (إذا)، وهو تحريف.