البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإمالة

صفحة 707 - الجزء 1

  فأما إذا وقعت مكسورة فإنّها تُقوّي الإمالة أكثر من قُوَّةِ غيرها من الحروف المكسورة لما ذكرنا أنها بمنزلة حرفين، وكأنّ⁣(⁣١) في الكلمة حرفين مكسورين فَتُقوّيها كما قويت على منعها في الفتح [و]⁣(⁣٢) الضم.

  فأما إذا كان قبل الألف راء مفتوحة وبعده⁣(⁣٣) راء مكسورة فإنّه تجوز إمالته وذلك لأن الراء المكسورة إذا وقعت بعد الألف وكان قبله حرف استعلاء فإنّ الإمالة تجوز فيه نحو (قارب وقادر)، فلان تجوز⁣(⁣٤) مع الرّاء أولى؛ لأن الراء على كل حال ليست من حروف الاستعلاء، وإنما⁣(⁣٥) هي مشبهة بها فإذا كانت الكسرة في الراء تغلب حروف الاستعلاء جاز أن تغلب غيرها.

  قال: «وقد اطردت الإمالة في الفعل، وإن كانت فيه حروف⁣(⁣٦) الاستعلاء لتمكن الفعل في الاعتلال، وذلك نحو (سقى، وقضى، وغزا، ودعا)⁣(⁣٧)، وهُوَ يَشْقى، و (الأَشْقى)».

  اعلم أن الأفعال التي في أواخرها ألف تحسن الإمالة فيها سواء كانت الألف منقلبة عن ياء أو⁣(⁣٨) واو، وقد بيّنتُ ذلك، وأيضًا فإِنّ ما في آخره واو قد تُقلَبُ في تصاريف الأفعال ياء تقول من (غزا): (غازيت)، ومن (سما): (سَمَّيْتُ)، ومن (دعا): (داعَيْتُ) فَضَعُفَتْ ألف الفعل لما يلحقها من التغيير،


(١) في (ع): (فكان).

(٢) تكملة من (ع).

(٣) في (ع): (وبعدها).

(٤) في الأصل و (ع): (فلا تجوز)، وهو خطأ.

(٥) في الأصل: (فإنّما)، وهو سهو والتصويب من (ع).

(٦) في الأصل: (حرف)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٧) في (مل): (رغا).

(٨) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).