البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإمالة

صفحة 708 - الجزء 1

  ولا يُشبه هذا ما لا تنقلب ألفه نحو: (قامَ، وقالَ)؛ لأنّك تقول: قاومت وقاوَلتُ، فلا تُمال.

  ولا يميلون شيئاً من بنات الواو إذا كان⁣(⁣١) الواو عينا إلا ما كان على (فَعَلْتُ) نحو (خاف، وباع) وقد مضى.

  قال: «ولاتمال الحروف لبعدها من الاشتقاق إلا أنهم قالوا: (بلي) فأمالوها؛ لأنها قويت لما قامت بنفسها، وقالوا: يا زيد، فأمالوا أيضًا⁣(⁣٢)؛ لأنها قويت لما نابت عن الفعل، أي: أدعو زيداً وأنادي زيداً. وكذلك الأسماء الموغلة في شبه الحروف⁣(⁣٣)، نحو: (إذا)، ولدى⁣(⁣٤)، وعلى⁣(⁣٥)، وإيا) من (إياك)⁣(⁣٦)، وقالوا: (متى، وأنّي، وَذا) فأمالوها حملاً⁣(⁣٧) على تصرف الأسماء⁣(⁣٨)».

  اعلم أن [هذا]⁣(⁣٩) الفصل قد علّله في كلامه فلا يحتاج إلى كثير⁣(⁣١٠) بيان لكنا نشير إلى شيء آخر لئلا نُخْليه من فائدة فنقول: إن الحروف لما كانت غير متصرفة، ولا تلحقها تثنية ولا جمع ولا تصغير، ولا تقلب ألفاتها ياءات، لم تَسُعْ فيها الإمالة.


(١) في (ع): (كانت).

(٢) في (مل): (أيضا يا).

(٣) في (مل): (الحرف).

(٤) في (ع): (لذا)، وهو تصحيف.

(٥) (على) إذا سميت بها.

(٦) (من إياك): ليست في (مل).

(٧) في (ع) و (مل): (وأمالوا متى ..... حملاً ...).

(٨) في الأصل: (تصرفها للأسماء)، وهو تحريف، والتصويب من (ع) و (مل).

(٩) تكملة من (ع).

(١٠) في (ع): (كبير).