باب المعرب والمبني
  نَفْسها، والبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ وإِذْنُها صُماتُها»(١) فقوله صلى الله عليه [وَسَلَّمَ](٢) «الشيب تُعرب» أي تُبين بنعم أو لا.
  ولما كان الاسم يقع في موضع لا بُدَّ أنْ يُخْبَرَ عنه، وهو إذا كان مرفوعا، [و](٣) في موضع يكون زائداً على الكلام، وهو المفعول أو المُشَبه بالمفعول، وفي موضع يكون مُخْبَراً عنه، وإن لم يكن هو المقصود بالخبر عنه، وهو المضاف إليه، ويدخل تحت المضاف إليه ما كان الخبر متصلا به(٤) بحرف جر؛ لأنَّ حروف الجر موضوعة لإيصال الأخبار بالمُخْبَرِ عنه. عنه فصارت في حد ما يخبَرُ عنه، وإن لم يكن مقصوداً بالإخبار عنه إذ الإخبار إنما(٥) يكون بالأفعال أو بما يقوم مقامها في هذه الحروف(٦)، فالحروف تكون فضلةً على تلك الأشياء، فصارت كالاسم المضاف إليه. فأما الأفعال والحروف فلا تقع هذه
(١) الحديث برواية «الثيب أحق بنفسها ..» رواه مسلم من حديث ابن عباس في كتاب النكاح باب استئذان الشيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت: ٢/ ١٠٣٧، وأخرجه عنه أبو داود في كتاب النكاح باب الثيب: ٣/ ٤٢ (مختصر السنن). وأخرجه الترمذي في كتاب النكاح باب ما جاء في استثمار البكر والشيب: ٣/ ٤١٥ وقال عنه: صحيح حسن، وأخرجه النسائي في كتاب النكاح باب استئذان البكر والثيب: ٦/ ٧٠. وأخرجه الدارمي في كتاب النكاح باب استثمار البكر والثيب: ٢/ ١٣٨، وأخرجه الدارقطني: ٣/ ٢٣١ - ٣٨٩، وأخرجه الإمام الشافعي في كتاب النكاح باب خطبة الصغيرة إلى وليها والرشيدة إلى نفسها ص ١٧٢، وأخرجه الإمام أحمد في المسند: ٤/ ١٠٨، ١٦٠ الحديث رقم (٢١٦٣)، (٢٣٦٥)، (٢٤٦٩)، (٢٤٨١).
(٢) زيادة من (ع) ساقطة من الأصل.
(٣) تكملة من (ع).
(٤) (به): أي بالمخبر عنه.
(٥) في (ع): (إِمَّا).
(٦) انظر ص ١١٤ وما بعدها.