باب المعرب والمبني
  المواقع(١)، ولا يحتاج فيها إلى بيان(٢)؛ فلهذا بنيت(٣). إلا أنَّ ضَرْباً من الأفعال أشبه الأسماء فأُعرِبَ، كما أنَّ ضرباً من الأسماء أشبه الحروف فبُنِي، وضرباً من الأسماء أشبه الأفعال فنُقص(٤) من إعرابه؛ لأنَّ الشَّيْء إِذا أَشْبَهَ الشَّيْءَ أُجْرِيَ مُجْراهُ في بعض أحكامه. والأفعال المشابهة للأسماء هي ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع.
  فإن قال قائل: ومِنْ(٥) أين وقعت المضارَعةُ بين الأسماء وهذه(٦) الأفعال؟
  قيل له: لما كان قولنا: زَيْدٌ يَخْرُجُ، يَصْلُحُ هذا اللفظ للزَّمانين الحاضر والمستقبل فإذا أدْخَلْتَ عليه السّين أو سوف / تَخَصَّص بالاستقبال، وكان قولنا: رَأَيْتُ رَجُلاً، مُبْهَما في جِنْسِهِ غير مُتَخَصَّص بواحد بعينه، ثمَّ إِنَّكَ إِذا أَدْخَلْتَ عليه الألف واللام(٧) قَصَرْتَهُ على رَجُل(٨). بعينه، وخَصَّصْتَهُ من بين جنسه، اشتبها بوقوعهما(٩) أولاً شائِعَيْنِ ثُمَّ تَقْصِرْهُما(١٠) على شيء(١١) بعينه.
(١) أي المواقع التي يقع فيها الاسم، وقد ذكرها آنها.
(٢) في (ع): (تبيان).
(٣) في (ع): (فبنيت).
(٤) في (ع) ضبطت (فَنَقَصَ) بالبناء للفاعل.
(٥) في (ع): (.. قائل من ..) بدون الواو.
(٦) (هذه): ساقطة من (ع).
(٧) في الأصل (للام)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٨) في (ع): (على واحد).
(٩) في الأصل: (بوقوعها)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(١٠) في (ع): (قصرهما).
(١١) في الأصل: (عَلى رَجُلٍ)، وهو خطأ، والتصويب من (ع).