البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المعرب والمبني

صفحة 22 - الجزء 1

  المواقع⁣(⁣١)، ولا يحتاج فيها إلى بيان⁣(⁣٢)؛ فلهذا بنيت⁣(⁣٣). إلا أنَّ ضَرْباً من الأفعال أشبه الأسماء فأُعرِبَ، كما أنَّ ضرباً من الأسماء أشبه الحروف فبُنِي، وضرباً من الأسماء أشبه الأفعال فنُقص⁣(⁣٤) من إعرابه؛ لأنَّ الشَّيْء إِذا أَشْبَهَ الشَّيْءَ أُجْرِيَ مُجْراهُ في بعض أحكامه. والأفعال المشابهة للأسماء هي ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع.

  فإن قال قائل: ومِنْ⁣(⁣٥) أين وقعت المضارَعةُ بين الأسماء وهذه⁣(⁣٦) الأفعال؟

  قيل له: لما كان قولنا: زَيْدٌ يَخْرُجُ، يَصْلُحُ هذا اللفظ للزَّمانين الحاضر والمستقبل فإذا أدْخَلْتَ عليه السّين أو سوف / تَخَصَّص بالاستقبال، وكان قولنا: رَأَيْتُ رَجُلاً، مُبْهَما في جِنْسِهِ غير مُتَخَصَّص بواحد بعينه، ثمَّ إِنَّكَ إِذا أَدْخَلْتَ عليه الألف واللام⁣(⁣٧) قَصَرْتَهُ على رَجُل⁣(⁣٨). بعينه، وخَصَّصْتَهُ من بين جنسه، اشتبها بوقوعهما⁣(⁣٩) أولاً شائِعَيْنِ ثُمَّ تَقْصِرْهُما⁣(⁣١٠) على شيء⁣(⁣١١) بعينه.


(١) أي المواقع التي يقع فيها الاسم، وقد ذكرها آنها.

(٢) في (ع): (تبيان).

(٣) في (ع): (فبنيت).

(٤) في (ع) ضبطت (فَنَقَصَ) بالبناء للفاعل.

(٥) في (ع): (.. قائل من ..) بدون الواو.

(٦) (هذه): ساقطة من (ع).

(٧) في الأصل (للام)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٨) في (ع): (على واحد).

(٩) في الأصل: (بوقوعها)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(١٠) في (ع): (قصرهما).

(١١) في الأصل: (عَلى رَجُلٍ)، وهو خطأ، والتصويب من (ع).