باب المعرب والمبني
  ووجه ثان وهو أن الفعل المضارع إذا وقع خبراً لـ (إنَّ) دخلت عليه لام التوكيد، نَحْوُ: إِنَّ زيداً ليخرُجُ، كما أن قولنا: إِنَّ زَيْداً لخارج(١)، يدخل على (خارج) لام التوكيد، فَعُلِمَ أنَّ بين الفعل المضارع والاسم اشتباها(٢) من حيث دخلت اللام على كل واحد منهما.
  قال: «فالاسم(٣) الْمُتَمَكِّنُ ما تَغَيَّرَ آخِرُهُ لتَغَيَّرِ العامل فيه، ولم يُشابِهِ الحَرْفَ، نَحْو قولك: هذا زيد، ورَأَيْتُ زيداً، ومَرَرْتُ بِزَيد. والفعل المضارع ما كانت في أوله إحدى الزوائد الأربع وهي: الهمزة، والنون، والتاء، والياء. فالهمزة للمتكلم(٤)، نَحْوُ: أقوم أنا. والنُّون للمتكلم إذا كان معه غيره، نحو: نقوم نحنُ، والتّاء للْمُذَكَّرِ الحاضِرِ، نَحْوُ: تقوم أَنْتَ، وللمؤنَّثَة الغائبة، نحو: تَقومُ هِيَ، والياء للمذكَّرِ الغائب، نَحْوُ: يَقومُ هو».
  اعْلَمُ أنَّ الاسم المُتَمَكِّنَ ما تَغَيَّرَ آخِرُهُ بِتَغَيرِ ما قَبْلَهُ من العوامل لفظاً أو تقديراً. فاللفظ نَحْو قولنا: هذا زيد، ورأيتُ زيداً، ومررتُ بزيد. ألا ترى إلى الدال كيف تغيرت بالضم والفتح والكسر. وأما التغيير في التقدير. فنحو قولنا: هذه عَصا، ورأيتُ عصا، ومررتُ بعضًا. فالألف في حال الرفع عليها ضمَّةٌ مُقدَّرَةٌ، وفي حال النصب عليها فتحة مقدرة، وفي حال الجرّ عليها كسرة مقدرة. ولك أن تقول: إِنَّ الاسم المُتَمَكِّنَ ما كان معناه في نفسه؛ لأنَّ غير المُتَمَكِّن هو المبني،
(١) في الأصل: (خارج بدون اللام وهو سهو، والتصويب من (ع).
(٢) في (ع): (اشتباه) بالرفع، وهو خطأ.
(٣) في (ع): (والاسم).
(٤) في (مل): (للمتكلم وحده).