كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب ظرف الزمان

صفحة 135 - الجزء 1

  يجوز أن يعمل فيه ما يعمل بمعنى الفعل نحو المُبهمات، والظروف والحروف إذا تعلقت بالمحذوف خلافًا للأحوال فلو قُلت هذا زيد وعمرًا وزيد في الدار وعمرًا أو زيد أمامك وعمرًا، لم يجز. ولو نصبت في هذا الموضع حالاً كان جائزا، وكذلك لو قلت: سير السير وعمرًا، أو جلس الجلوس والسارية بمعنى: مع عمرو ومع السارية لم يجز أيضًا؛ لأنه لا يكون إلا مع الفاعل الصريح، أو المفعول به الصريح، فإن قلت: ضرب زيد وعمرًا وخلّى زيد ورأيه، جاز. فافهم ذلك.

باب ظرف الزمان

  وفيه ثلاثة أسئلة: ما هو في نفسه؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟

  فصل: أما ما هو في نفسه؟ فهو كل زمان وقع فيه الفعل ماضيا في الماضي ومستقبلاً في المستقبل، وحالاً في الحال.

  فالماضي نحو: أمس، وإذ وقط، وما أشبهه، تقول: قمْتُ أمس، وقمْتُ إذ قام زيد، وما خالفتك قط، والمستقبل نحو: غَدٍ وأبد، وإذا وما أشبهه، تقول: أنا أقومُ غَدًا، ولا أخالفك أبدًا، وأقوم إذا قام زيد، والحال نحو: اليوم والآن، والسَّاعة تقول: زيد صائم اليوم، وهو يدرس الآن، ويُصلّي السَّاعة، إذا كان في حال الدرس والصلاة، وشرطه أن يكون متضمنًا معنى في - وإن لم يظهر في اللفظ - ولذلك قيل: معناها الظرف والوعاء والفعل يتعدى إليه تارة بنفسه فيكون ظرفًا، نحو: قُمتُ اليوم، وتارة بواسطة في فتكون هي الظرف بنفسها نحو: قمت في اليوم، ويكون اليوم اسما غير ظرف لأنه إنَّما كان ظرفًا بتضمنه معناها فإذا ظهرت فهي الظرف.

  فصل: والظرف ينقسم على ضربين: مبهم، ومُختص.

  فالمبهم: ما لم يكن معروفًا بالتحديد مثل قبل وبعد ومتى وقط، وإذ، وإذا والآن.

  والمختص مثل يوم الجمعة، وشهر رمضان وساعة العسرة، والشهر والسنة، وساعة وغدوة، وبكرة وعشية ويوم وليلة وسحر وسحرة، وعام ودهر، وحقبة، وما