كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب ظرف الزمان

صفحة 137 - الجزء 1

  الجمل الفعلية كما مثلنا، وإلى الجُمل الابتدائية مثل قول الشاعر: (بسيط)

  الضاربونَ عُمَيْرًا عَنْ بيوتِهُمُ ... بالتَّلِ يَوْمَ عُمَيْرٌ ظَالِمٌ عَادِي⁣(⁣١)

  فإذا أضفت إلى مبتدأ أو خبر، أو فعل ماضٍ حَسُنَ بناؤها لإضافتها إلى مبني، وجاز الإعراب لعدم عِلّة البناء اللازمة، وإذا أضفتَ إلى فعل مُستقبل حَسُنَ إعرابها لإضافتها إلى مُعرب، وجاز البناء لمشابهتها الحرف لاتصالها بما بعدها. ومن أحكام هذا الباب أن سحرًا وسحرةً وغدوة، وبُكرة، وضحوة، وعشية إذا أردت بها من يوم بعينه لم تنصرف لاجتماع العلتين فيها، وهما تعريف العهد، والتأنيث، تقول: جئتك يوم الجمعة غدوة، ويوم السبت، سحر، فإن لم ترد يومًا بعينه صرفت، قال الله تعالى: {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ٣٤ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا}⁣[القمر: ٣٤ - ٣٥].

  ومن أحكام هذا الباب: أن ظروف الزمان تقع أخبارًا عن الأحداث دُونَ الأشخاص وقد تقدم تمثيله في باب المبتدأ، وتقع أخبارًا عن الأيام والشهور والسنين المنقولة، فمتى وقعت خبرًا ليوم من أيام الأسبوع كانت مرفوعة إلا الجمعة والسبت، تقول: الأحد اليوم والخميس اليوم، وكذلك ما بينهما ترفع اليوم، وتقول: الجمعة اليوم، تنصب، اليوم، والسبت اليوم ينصب اليوم، لأن في الجمعة والسبت معنى المصدر، كأنك تقول: بجمع اليوم، ونسبت اليوم، والمصدر غير الظرف، فيكون لقولك: للقتال اليوم، والخروج اليوم.

  وما كان من الأحداث مستوعبًا لظرفه، كان الأحسن فيه الرفع، مثل: الصيام اليوم والاعتكاف اليوم. وما لم يكن مستوعبًا لظرفه كان الأحسن فيه النصب، ونحو قولك: الأكل اليوم، والشرب، اليوم، ويوم الشرب، اليوم، أو الأكل أكل اليوم، قال الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}⁣[البقرة: ١٩٧]، تقديره: أشهر الحج أشهر معلومات أو الحج حج أشهر معلومات. فافهم ذلك.


(١) البيت للقُطامي في ديوانه تحقيق السامرائي، وأحمد مطلوب: ٨٦ - ٩١.