كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الحال

صفحة 140 - الجزء 1

  ونصبت أيضًا مثل قوله تعالى: {وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} وكذلك حكم ما أضيف إلى المصدر والحال فالمصدر قد مثل، والحال مثل قوله تعالى: {غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ}⁣[المائدة: ١]، و {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}⁣[الأحزاب: ٥٣]، فإن حذفت الظرف وأوقعت موقعه اسمًا غير ظرف انتصب انتصاب الظرف أيضًا، نحو قولهم: زيد مزجر الكلب، ومقعد الخاتن، ومناط الثريا، أي موضع ذلك، قال الشاعر: (طويل)

  وإن بني عوف كما قد عَلِمْتُمُ ... مَنَاطَ الثُريا قد تَعَلَّتْ نجُومُها⁣(⁣١)

  وقال آخر: (كامل)

  ... والطيبون معاقد الأزر⁣(⁣٢)

  أي موضع معاقد الأزر وقد يكون الظرف اسمًا للشيء فيجري بوجوه الإعراب، قال لبيد: (كامل)

  فعدت كلا الفرجين تحسب أَنَّهُ ... مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُها وأمامها⁣(⁣٣)

  رفع الخلف والأمام على البدل من كلا، أو على الخبر لمولى، والهاء في أنه ضمير شأن وقصة، والأول أوضح. وكذلك وسط الشيء تحرك سينه فيكون اسما، نحو قوله تعالى: {أُمَّةً وَسَطًا}⁣[البقرة: ١٤٣]، وتسكن فيكون ظرفًا، قالت ليلى الأخيلية:

  قوم رباط الخيل وسط بيوتهم ... وأسنة زرقُ يُخَلنَ نُجُومَا⁣(⁣٤)

بَابُ الحَالِ

  وفيه خمسة أسئلة: ما الحال؟ وكم شرائطه؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟ وما الذي يجوز أن يكون حالاً؟


(١) البيت منسوب للأحوص، انظر: الكتاب ١/ ٢٠٦.

(٢) البيت للخرنق بنت هافان: انظر: ديوانها: ص ٢٩ تحقيق: د. حسين نصار.

(٣) انظر: ديوانه ص ٣١١.

(٤) انظر: ديوان ليلى الأخيلية: ص ١١٠، وفيه: (تخال) بدل (يخلن).