باب الحال
  ونصبت أيضًا مثل قوله تعالى: {وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} وكذلك حكم ما أضيف إلى المصدر والحال فالمصدر قد مثل، والحال مثل قوله تعالى: {غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ}[المائدة: ١]، و {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}[الأحزاب: ٥٣]، فإن حذفت الظرف وأوقعت موقعه اسمًا غير ظرف انتصب انتصاب الظرف أيضًا، نحو قولهم: زيد مزجر الكلب، ومقعد الخاتن، ومناط الثريا، أي موضع ذلك، قال الشاعر: (طويل)
  وإن بني عوف كما قد عَلِمْتُمُ ... مَنَاطَ الثُريا قد تَعَلَّتْ نجُومُها(١)
  وقال آخر: (كامل)
  ... والطيبون معاقد الأزر(٢)
  أي موضع معاقد الأزر وقد يكون الظرف اسمًا للشيء فيجري بوجوه الإعراب، قال لبيد: (كامل)
  فعدت كلا الفرجين تحسب أَنَّهُ ... مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُها وأمامها(٣)
  رفع الخلف والأمام على البدل من كلا، أو على الخبر لمولى، والهاء في أنه ضمير شأن وقصة، والأول أوضح. وكذلك وسط الشيء تحرك سينه فيكون اسما، نحو قوله تعالى: {أُمَّةً وَسَطًا}[البقرة: ١٤٣]، وتسكن فيكون ظرفًا، قالت ليلى الأخيلية:
  قوم رباط الخيل وسط بيوتهم ... وأسنة زرقُ يُخَلنَ نُجُومَا(٤)
بَابُ الحَالِ
  وفيه خمسة أسئلة: ما الحال؟ وكم شرائطه؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟ وما الذي يجوز أن يكون حالاً؟
(١) البيت منسوب للأحوص، انظر: الكتاب ١/ ٢٠٦.
(٢) البيت للخرنق بنت هافان: انظر: ديوانها: ص ٢٩ تحقيق: د. حسين نصار.
(٣) انظر: ديوانه ص ٣١١.
(٤) انظر: ديوان ليلى الأخيلية: ص ١١٠، وفيه: (تخال) بدل (يخلن).