باب النداء
  أسفاه، وما أشبه ذلك، قال الشاعر: (وافر)
  فوا أسفا أسفت على شباب ... نعاه الشيب والرأس الخضيب(١)
  ومعنى النداء التصويت بالمنادى.
  فصل: وأمَّا على كم ينقسم المنادى؟ فهو ينقسم على ضربين: مُعرب، ومبني. فالمعرب ضربان: أحدهما: المُنادى المضاف وفي حكمه المشبه به، والاسم الطويل، وإعرابه النصب، مثاله يا غُلام، زيد ويا رفيقًا بالعباد، ويا راكبًا جملاً، ويا سالكًا طريقًا وعرًا، قال الله تعالى: {يَا أَهْلَ يَثْرِبَ}[الأحزاب: ١٣]، و {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}[سبأ: ١٣] وقال الشاعر: (طويل)
  أيا شجر الخابور مالك مورقًا ... كأنَّك لم تجزَع على ابن طريف(٢)
  والضرب الثاني: في النكرة المفردة إذا كانت غير مقصودة، وإعرابها أيضًا النصب، تقول: يا رجلاً من أهل العراق إذا لم تقصد شخصا بعينه، قال الشاعر: (وافر)
  أعبدًا حل في شعبى غريبًا ... ألؤمًا لا أبا لك واغترابا(٣) ومثله: (وافر)
  ألا يا نخلة من ذات عرق ... عَلَيْكِ ورحمة الله السلام(٤)
  والمبني ضربان: أحدهما: المفرد المعرفة والثاني: المقصود النكرة، وهما مبنيان على الضم ما خلا المرخم في أحد وجهيه مثال المعرفة: يا زيد، قال الله تعالى: {يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ}[هود: ٤٨]، و يا {صَالِحُ ائْتِنَا}[الأعراف: ٧٧]، و {يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ}[هود: ٨٧] ومثال النكرة المقصودة يا رجل، ويا غلام، إذا
(١) البيت منسوب لأبي العتاهية انظر: مجالس ثعلب: ٢٤٦.
(٢) البيت لليلى بنت طريف انظر: الحماسة الصغرى: ص ١٥٠.
(٣) البيت لجرير، انظر: ديوانه ٥٦.
(٤) البيت للأحوص الأوسي انظر: الجمل للزجاجي: ١٥٩.