باب الجر
  الْمُسْتَقَرُّ ١٢}[القيامة] أي: عنده.
  ومعنى رُبَّ وواوها وفائها التقليل تقول: رُبَّ رجلٍ لقيتُ ثلاثة وأربعة، وربَّ امرأة خيرٌ من رجل، أي قليل من النساء كذلك، ونقيضها كم للتكثير وربما حملوها عليها، قال امرؤ القيس: (مديد)
  رُبَّ رامٍ مِنْ بَنِي ثعل ... مُخْرِج كَفَّيه من ستره(١)
  أي: كثير من بَنِي ثُعل، ومثال قول الشاعر: (رجز)
  وبلدة عامية أعماؤه ... كأن لون أرضه سماؤه(٢)
  ومثال الفاء قول امرئ القيس: (طويل)
  فمثلك حُبْلَى قد طَرقتُ ومرضع ... فألهيتُهَا عِن ذِي تَمائِمٍ مُحْوِل(٣)
  وقال لبيد: (رمل)
  فقتيل من لكيز شاهد ... رهط مرجوم ورهط ابن المعل
  أراد المُعَلَّى وقال: (مجزوء الخفيف)
  فقتيل تلبثه ... وجريح تتمه
  وقال آخر: (وافر)
  فحور قد لهوت بهن عين ... تمشي بالمروط وبالرباط(٤)
  وإنما أكثرنا التمثيل في الفاء فتحًا لباب القياس فافهم ذلك.
  ومعنى في، الظرفية والوعاء، وقد تعاقب خمسة أحرف، وظرفاً الباء، وعلى وإلى وعند، ومع، وعن، تقول: أنت فيما عندك راض، أي: بما عندك راض، مثله: {مُؤْصَدَةٌ ٨ فِي عَمَدٍ}[الهمزة: ٨ - ٩] أي: بعمد، وقال تعالى حاكيًا: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}[طه: ٧١] أي عليها. وقال {فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}[النساء: ٩٧] أي:
(١) انظر: ديوانه: ص ١٢٣.
(٢) البيت لرؤبة، انظر: ديوانه ٣.
(٣) انظر ديوان امرئ القيس: ١٢.
(٤) البيت للمنتخل انظر: ديوان الهذليين القسم الثاني: ١٨.