كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الجر

صفحة 182 - الجزء 1

  الملابسة نحو قولك: السرجُ للدابة والباب للمسجد والثالث: الاستحقاق، نحو قولك الحمد الله، والرابع: بالتعدية، نحو قولك هذا الحافظ لعبد الله ماله. والخامس العاقبة، نحو قول الله تعالى {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا}⁣[الأعراف: ١٧٩] أي: عاقبتهم لجهنم ومصيرهم إليها، لا أنه خلقهم لَهَا؛ قال الشاعر: (وافر)

  لدوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى ذهاب⁣(⁣١)

  وهم لا يلدون الموت، ولا يبنون للخراب، وكأنها مصير الولد والبناء إلى ذينك. وقد لا تعاقب اللام حرفين وهما إلى وعلى، قال الله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ٥}⁣[الزلزلة]: أي: إليها وقال {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ}⁣[الحجرات: ٢]، أي: عليه، وقال: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ١٠٧}⁣[الإسراء] أي: عليها قال مالك الأشتر النخعي: (كامل)

  شققت له بالرمح جيبَ قَمِيصِه ... فخرَ صريعًا لليدين وللفم⁣(⁣٢)

  أي: على اليدين وعلى الفم.

  ومعنى واو القسم وتاء القسم وسنفرد له بابًا إن شاء الله تعالى. ومعنى عن المجاوزة تقول: بلغني عن فُلان أي تجاوز إلى وقد تعاقب حرفين وهما: الباء، ومن في مثل قول الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣}⁣[النجم] أي: بالهوى، وقال: {يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}⁣[الشورى: ٢٥] أي: منهم.

  ومعنى على الاستعلاء نحو قوله {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ}⁣[البقرة: ٢٥٠] وتعاقب من، وعند وفوق في مثل قول الله تعالى {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ}


(١) البيت لأبي العتاهية انظر: ديوانه: ٢٣.

(٢) نسبه المرزباني إلى قاتل محمد بن طلحة، انظر: معجم الشعراء: ٢٦٩ - ٢٧٠.