باب الجر
  الملابسة نحو قولك: السرجُ للدابة والباب للمسجد والثالث: الاستحقاق، نحو قولك الحمد الله، والرابع: بالتعدية، نحو قولك هذا الحافظ لعبد الله ماله. والخامس العاقبة، نحو قول الله تعالى {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا}[الأعراف: ١٧٩] أي: عاقبتهم لجهنم ومصيرهم إليها، لا أنه خلقهم لَهَا؛ قال الشاعر: (وافر)
  لدوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى ذهاب(١)
  وهم لا يلدون الموت، ولا يبنون للخراب، وكأنها مصير الولد والبناء إلى ذينك. وقد لا تعاقب اللام حرفين وهما إلى وعلى، قال الله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ٥}[الزلزلة]: أي: إليها وقال {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ}[الحجرات: ٢]، أي: عليه، وقال: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ١٠٧}[الإسراء] أي: عليها قال مالك الأشتر النخعي: (كامل)
  شققت له بالرمح جيبَ قَمِيصِه ... فخرَ صريعًا لليدين وللفم(٢)
  أي: على اليدين وعلى الفم.
  ومعنى واو القسم وتاء القسم وسنفرد له بابًا إن شاء الله تعالى. ومعنى عن المجاوزة تقول: بلغني عن فُلان أي تجاوز إلى وقد تعاقب حرفين وهما: الباء، ومن في مثل قول الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣}[النجم] أي: بالهوى، وقال: {يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}[الشورى: ٢٥] أي: منهم.
  ومعنى على الاستعلاء نحو قوله {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ}[البقرة: ٢٥٠] وتعاقب من، وعند وفوق في مثل قول الله تعالى {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ}
(١) البيت لأبي العتاهية انظر: ديوانه: ٢٣.
(٢) نسبه المرزباني إلى قاتل محمد بن طلحة، انظر: معجم الشعراء: ٢٦٩ - ٢٧٠.