كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب القسم

صفحة 186 - الجزء 1

  وإذا سقطت كان منصوبًا على المصدر، مثل: عمرك الله، ومثله لعمر بن أبي ربيعة: (الخفيف)

  أيُّها المُنْكِحُ الثُريا سُهَيلاً ... عَمْرَكَ الله كَيْفَ يلتقيان؟⁣(⁣١)

  ويروي حسبك الله، ومثله قول الزبير بن العوام: (بسيط)

  نادى عليّ لأمر لَسْتُ أجهله ... قد كَانَ عَمْرُ أبيك الأمر مُذْ حِين⁣(⁣٢)

  وربما أقسموا بالفعل ماضيًا، ومستقبلاً مع الفاعل، نحو قولهم: شهد الله، ويشهد الله، وعَلِمَ الله، ويَعْلَمُ. قال الشاعر: (خفيف)

  لم أكن من جناتِها علم الله ... وإني لحرها اليوم صالي⁣(⁣٣)

  وربَّما أفسده بعض العامة بالكسر، فقال: يشهد الله لا فعلت، وذلك لَحْنُ قبيح. هذا أحد ضربي القسم، والضرب الثاني الذي يكون بأداة، يكون مجرورًا أبدًا بحرف الجر، نحو: والله لأفعلن، وتالله لا فعلت كذا ولا بد للقسم من جواب، وقد يُجاب بأربعة أحرف: أنَّ واللام في الإيجاب مثل: والله إنَّك فاعل، وتالله لتفعلن، قال الله تعالى: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ}⁣[الذاريات: ٢٣]، وقال: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ}⁣[مريم (٦٨]، وما، ولا في النفي قال الله تعالى: {قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ٢٣}⁣[الأنعام]، وقال: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ}⁣[النساء: ٦٥]، ويجوز حذف حرفي النفي ولا يجوز حذف حرفي الإيجاب غالبا قال الله تعالى في النفي: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى}⁣[يوسف: ٨٥] أي: لا تفتأُ، وقال الفرزدق:


(١) لعمر بن أبي ربيعة، انظر: ديوان عمر: ٤٦٣.

(٢) هو ابن عبد الله بن الزبير كان شاعرًا وله قصائد طوال جياد، المؤتلف والمختلف للآمدي: ١٣١.

(٣) هو الحارث بن عباد بن ضبيعة انظر: المفضليات: /٧١.