باب القسم
  وإذا سقطت كان منصوبًا على المصدر، مثل: عمرك الله، ومثله لعمر بن أبي ربيعة: (الخفيف)
  أيُّها المُنْكِحُ الثُريا سُهَيلاً ... عَمْرَكَ الله كَيْفَ يلتقيان؟(١)
  ويروي حسبك الله، ومثله قول الزبير بن العوام: (بسيط)
  نادى عليّ لأمر لَسْتُ أجهله ... قد كَانَ عَمْرُ أبيك الأمر مُذْ حِين(٢)
  وربما أقسموا بالفعل ماضيًا، ومستقبلاً مع الفاعل، نحو قولهم: شهد الله، ويشهد الله، وعَلِمَ الله، ويَعْلَمُ. قال الشاعر: (خفيف)
  لم أكن من جناتِها علم الله ... وإني لحرها اليوم صالي(٣)
  وربَّما أفسده بعض العامة بالكسر، فقال: يشهد الله لا فعلت، وذلك لَحْنُ قبيح. هذا أحد ضربي القسم، والضرب الثاني الذي يكون بأداة، يكون مجرورًا أبدًا بحرف الجر، نحو: والله لأفعلن، وتالله لا فعلت كذا ولا بد للقسم من جواب، وقد يُجاب بأربعة أحرف: أنَّ واللام في الإيجاب مثل: والله إنَّك فاعل، وتالله لتفعلن، قال الله تعالى: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ}[الذاريات: ٢٣]، وقال: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ}[مريم (٦٨]، وما، ولا في النفي قال الله تعالى: {قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ٢٣}[الأنعام]، وقال: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ}[النساء: ٦٥]، ويجوز حذف حرفي النفي ولا يجوز حذف حرفي الإيجاب غالبا قال الله تعالى في النفي: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى}[يوسف: ٨٥] أي: لا تفتأُ، وقال الفرزدق:
(١) لعمر بن أبي ربيعة، انظر: ديوان عمر: ٤٦٣.
(٢) هو ابن عبد الله بن الزبير كان شاعرًا وله قصائد طوال جياد، المؤتلف والمختلف للآمدي: ١٣١.
(٣) هو الحارث بن عباد بن ضبيعة انظر: المفضليات: /٧١.