كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب العطف

صفحة 207 - الجزء 1

  كإعراب الأول إن رفعًا فرفع، وإن نصبًا فنصب، وإن جرا فجر، وإن جزمًا فجزم، تقول: جاءني زيد وعمرو، ورأيتُ زيدًا وعمرًا، ومررتُ بزيد وعمرو، ولم يقم زيد ويضرب عمرًا.

  فصل: وأما كم أدوات العطف؟ فهي عشر: الواو والفاء، وثم، وحتى، ولا، وليس، وبل، ولكن، وأم، وأو، وإما مكررة مكسورة الهمزة.

  فصل: وأما على كم تنقسم؟ فهي تنقسم على أربعة أقسام: قسم واجب يوجب الأول والثاني وهو الواو والفاء، وثم، وحتى، فالأول المعطوف عليه، والثاني العطف، فإذا قلت: جاء زيد وعمرو، أوجبت المجيء لهما جميعا، وكذلك إذا قلت: جاء زيد فعمرو، وجاء زيد ثم عمرو، وجاء القوم حتى زيد، فتعطف اللفظ والمعنى. وقسم يوجب الأول دون الثاني وهي: لا وليس، تقول: جاء زيد ليس عمرو، وجاء زيد لا أبوه، فيوجب المجيء لزيد دون عمرو، والأب. وقسم يوجب الثاني دون الأول، وهي بل، ولكن تقول: جاء زيد بل عمرو. وما رأيتُ محمدًا لكن خالدًا، فتوجب للثاني. وقسم يوجب إما للأول، وإما للثاني: وهي أو، وأم، وإما المكسورة المكررة، تقول: جاء زيد أو عمرو، وجاء إما زيد وإما عمرو، وتقول: أضربت زيدًا أم عمرًا، فتوجب الفعل لأحدهما وهو مجهول يتخصص بالجواب، إذا قال: بل زيد، أو بل عمرو.

  فصل: وأما معانيها فمختلفة كاختلافها؛ فمعنى الواو: الجمع بين الشيئين من غير ترتيب، تقول: جاءني زيد وعمرو. ويحتمل مجيء زيد قبل عمرو، وعمرو قبل زيد، ومجيئهما معًا، وليس على الأول دليل، قال الله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}⁣[الأعراف: ١٦١]، وقال في موضع آخر: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ}⁣[البقرة: ٥٨] والمعنى واحد واللفظ واحد، والقصة واحدة وقال تعالى: {وَاسْجُدِي وَارْكَعِي}⁣[آل عمران: ٤٣] فقدم السجود على الركوع في اللفظ لأن الواو لا ترتب، قال الشاعر: (طويل)