باب البدل
  على حالةٍ لَو أَنَّ في القومِ حَاتِما ... عَلَى جُودِهِ ما جَادَ بالماءِ حَاتِمِ(١)
  فأبدل حاتما من الهاء في جُودِهِ. ومثله: (طويل)
  وقالوا تعرفها المنازل مِن مِنى ... ومَا كُلُّ مَن وافَى مِنِّي أنا عارف(٢)
  ويجوز في بدل الاشتمال خاصة أن تأتي ببدلين وثلاثة وأربعة، وأكثر نحو قولك: زيد أخوه عبده جارُهُ ماله كثير. ويجوزُ بدَلُ الفعل من الفعل إذا كان في الثاني معنى الأول كقول الله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ٦٨ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ}[الفرقان: ٦٨ - ٦٩]، قال الشاعر: (طويل)
  متى تأتنا تلمم بنا في دِيارِنَا ... تجد حَطَبًا جزلاً ونارا تأجَجَا(٣)
  ويجوز حمل البدل على الموضع وعلى اللفظ نحو قولك: عجبتُ من قيام زيد أخوك وأخيك. وهذا ضارب زيد أخيك وأخاك.
  ويجوز عطف بعض الأبدال على بعض نحو قولك: رأيتُ ثلاثة زيدًا وعمرًا وخالدًا. قال الشاعر: (طويل)
  وكنتُ كذي رجلين رجل صحيحة ... ورجل رَمَى فِيها الزمانُ فَشَلَّتِ(٤)
  ومثله مررتُ بمتاعك بعضه مطروحًا وبعضه مجموعا، وسقيتُ إبلك صغارها أحسن من سقي كبارها وكبارها أسوأ من سقي صغارها، ويجوز بدل الحرف من الحروف في الأجوبة قال الشاعر: (بسيط)
  لو كُنتُ مِن مَازنٍ لَمْ تستبحْ إبلي ... بنُو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
  إذا لقام بنصري معشر خُشن ... عِنْدَ الحفيظة إن ذو لوئة لانا(٥)
  فأبدل مِنْ لَم تستبح إذن لَقَامَ بنصري. ويجوز في بدل الاشتمال وبدل البعض إبدال المفرد من الجمع، والجمع من المفرد والمذكر من المؤنث، والمؤنث من
(١) انظر ديوانه ٢٩٧.
(٢) البيت لمزاحم العقيلي انظر: الكتاب: ١/ ٣٦، ٧٣.
(٣) البيت لعبد الله بن الحر انظر: الكتاب: ١/ ٤٤٦.
(٤) البيت هو لكثير عزة، انظر: ديوانه: ٩٩.
(٥) البيتان لقريط بن أنيف في شرح الحماسة للمرزوقي لرجل من بلعنبر: ١/ ٢٣، ١٢٢١، ٢٥.