كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب ما لا ينصرف

صفحة 228 - الجزء 1

  شيء فينصرف ويجوز أن تقول فيه الجعل والحفر.

  ومنها نوع خامس يكون معرفة قد زِيدَ في آخره ألف ونون ليسا من أصله في الاشتقاق فيمنعه التعريف والزيادة وذلك ما جاء من الأعلام بوزن فَعلان وفعلان وفعلان، نحو، مروان وعُمران وعثمان وسليمان لأن اشتقاقه من المرو، والعمر، والعثم، وهو اندمال الجُرح على فساد.

  ومنها نوع سادس يكون معرفة مركبًا من اسمين مثل: حضرموت، وبعلبك، ومعد يكرب، فيمنعه التعريف والتركيب وللعرب فيه ثلاث لغات: منهم من يمنعه الصرف، ويجريه مجرى إبراهيم وإسماعيل، ويجعل الاسمين اسمًا واحدًا ويبني الأول على الفتح فيقول: هذه حضرموت وعجبتُ من حضرموت، قال الشاعر: (طويل)

  ولو أن واش بالمدي نة داره ... وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا⁣(⁣١)

  ومنهم من يبنيهما جميعًا على الفتح فيقول: هذه حضرموت، ودخلتُ حضرموت، وجئتُ حضرموت إلحاقا بخمسة عشر ونحوه. ومنهم من يجعلهما اسمين ويضيف الأول إلى الثاني ويجري عليهما أحكام المضاف والمضاف إليه؛ فيقول: هذه حضرموت، ودخلتُ، حضرموت وعجبتُ من حضرموت.

  ومنها نوع سابع: يكون نكرة بوزن أفعل وهو صفة فيكون المانع له الصفة والوزن، وذلك ضربان ضرب مشتق من لون وذلك مثل: أحمر، وأبيض، وأسود، فلا يجوز أن يتبعه من على حد أصفر منك ولا أبيض من زيد. وضرب يكون مشتقاً من صفة طبيعية مثل: أكرم وأفضل وأحسن ويتبعه من مثل: زيد أفضل منك، وأفضل من عمرو قال الله تعالى: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا}⁣[الكهف: ٣٤].

  ومنها نوع ثامن: يكون نكرة في آخره ألف التأنيث الممدودة وهو صفة فيمنعه الصفة والتأنيث لزوم التأنيث. وذلك ثلاثة أضرب؛ أحدها كل مؤنث بوزن


(١) البيت لقيس لبنى انظر: (قيس ولبني) شعر ودراسة: ١٥٨.