كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب ما لا ينصرف

صفحة 229 - الجزء 1

  فعلاء ممدود مما يكون مذكره بوزن أفعل مثل: صفراء وبيضاء. لأن المذكر أصفر وأبيض.

  والضرب الثاني: كل جمع جاء على وزن أفعلاء مثل: أنبياء، وأصفياء، قال الله تعالى: {جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ}⁣[المائدة: ٢٠].

  والضرب الثالث: كُلُّ جمع جاء على وزن فعلاء نحو: ظرفاء وفقهاء. وفي القرآن: {ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ}⁣[البقرة: ٢٦٦].

  ومنها نوع تاسع يجيء على وزن فعلان نكرة وهو صفة فتمنعه الصفة والزيادة وذلك مثل: سكران وغضبان وما أشبهه والفرق بين هذا النوع والنوع الخامس الذي هو: عثمان، وشبهه من ثلاثة أوجه أحدها أن هذا نكرة - أعني سكران وشبهه - وذلك معرف رفة والثاني: أن هذا مشتق من الصفة وذلك علَم. والثالث: أن أنثَى هذا النوع فعلى مقصور مثله: مثل غضبى وسكرى، وأنثى ذلك فعلانة مثل: عُثمانة، ومروانة. فافهم الفرق بينهما إن شاء الله تعالى.

  ومنها نوع عاشر يكون نكرة في آخره ألف تأنيث مقصورة يقع بعد لام الكلمة وهو صفة فيمنعه الصفة والتأنيث ولزوم التأنيث، وذلك خمسة أضرب: فعلى مثل غضبي وسكرى وقس عليه كل مؤنث مذكره فعلان. ويُلحق به الجمع نحو قولك: القومُ صَرْعَى وقَتْلَى وأسْرَى وجَرْحَى. قال الله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى}⁣[الحاقة: ٧]، وقال: {أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى}⁣[الأنفال: ٦٧].

  وقال الشاعر: (كامل)

  جَرْحَى إِلى جَرْحَى كَأَنَّ جُلودَهُم ... يُطْلَى بِهَا الشَّيَّانُ والعُلامُ⁣(⁣١)

  والثاني: فِعْلى مثل: ذِكْرَى، وكِسْرَى، وذِفْرَى، وهو العظم الناتئ خلف الأذن، وقس عليه مكسور الفاء.


(١) لم أهتد لقائله.