كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب ما لا ينصرف

صفحة 230 - الجزء 1

  والثالث: فُعْلَى مثل: عُظْمَى، وسُفْلَى، وكُبْرَى، وصُغرى، وقس عليه مضموم الفاء.

  والرابع: فَعَالى بفتح الفاء مثل: صَحَارَى وعَذَارَى ومَنايا، وقضَايَا، وقِش عليه بابه.

  والخامس: فعالى بضم الفاء مفردًا وجمعًا. فالمفرد مثل: حبارى، وجُمادى، قال الشاعر: (بسيط)

  ولَيَلةٍ مِنْ جُمَادَى ذَاتِ أندية ... لا يُبصرُ الكَلْبُ مِن ظَلْمائِهَا الطُّنُبا⁣(⁣١)

  والجمع مثل: سُكاري وفرادى، ومنه: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى}⁣[الحج: ٢] {جِئْتُمُونَا فُرَادَى}.

  ومنها نوع حادي عشر: يكون معدولاً من العدد على وزن فعال ومفعل مثل: أحاد وموحد، وثنى ومثنى وثلاث ومثلث ورباع ومربع، وعُشار ومعشر مسموع إلى رُباع، ومقيس إلى عُشار فيمنعه التأنيث والعدل في قول بعضهم وعلته أن العدد يغلب فيه المؤنث على المذكر خلافًا للأصل، والخلاف في التأنيث. فأما العدل فظاهره قوله تعالى: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}⁣[النساء: ٣]. فجمعت الآية اللغتين. والعلة اللازمة مع العدل الصفة؛ لأنك تقول: رجل واحد فتجريه صفة ثم تعدله فتقول أُحاد وموحد فيكون فيها الصفة والعدل.

  ومنها نوع ثاني ثاني عشر: يكون نكرة قد جُمِعَ جمع التكسير، فيكون المانع له الجمع ونهاية الجمع، وذلك كل جمع ثالث حروفه ألف وبعد الألف ثلاثة أحرف، أو حرفان أو حرف مضعف مثل: دنانير ومساجد ودواب. فإن كان بعد ألفه حرف واحد ليس بمضعف كان مصروفًا مثل: رجال، وجبال، وكذلك إن كان في آخره تاء التأنيث مثل صياقلة، وجحاجحة، كان منصرفًا لأنا قد شرطنا فيه نهاية الجمع. ومعنى نهاية الجمع أنَّه لا مثال له في الآحاد ومثال هذين الضربين من


(١) البيت للشاعر مرة بن محكان نسبه إليه في المقتضب للمبرد: ٣/ ٨١.