كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب التصغير

صفحة 238 - الجزء 1

  ثانيه ساكن فإنَّه يُحذف نحو: كُرسي، ويُختي، إلا أنَّ يكون ثانيه حرفًا مضعفًا في مثل: وقي وميَّه وفي اسم القفرة وحي اسم فإن ياءه لا تُحذف فيجحف به ولكن تتبعه ياء النسب فيقال فيه رجل قيتي وميتي، وفيتي، وحيي، فتجتمع فيه أربع ياءات كما ترى خلافًا للأصول لأن النسب كثير الشذوذ والجائز أن كل اسم قبل لامه ياء زائدة يجوز حذفها في النسب وإثباتها وذلك مثل قريش وثقيف، وحنيفة، وسليقة، وطبيعة. فيجوز فيه قُرشي، وقريشي، قال الشاعر: (طويل)

  بكل قريشي عليه مهابة ... سريع إلى داعي النَّدَى والتكرم⁣(⁣١)

  وكذلك تقفي وثقيفي، وحنفي وحنيفي، وسلقي وسليقي، وطبعي وطبيعي. ومن الجائز أيضًا قلبُ ألف التأنيث المقصورة إلى الواو وحذفها مثل: حبلوي، وحبلي، وردُّ الهمزة المقلوبة إلى الأصل والنسب إليها على اللفظ نحو سماوي وسمائي، وكذلك الملحقة مثل زيزاوي وزيزائي. ومن الجائز: عَبْدِي، وعبدي، قيسي، وعبقسي، كما قدمنا.

  وأما الممتنع في النسب فهو أن ترد المسموع إلى المقيس والشاذ إلى الأصول لأن العرب قد كثر استعمالها لذلك فصار كالحقيقة لا يجوز تغيره إلى غيره وصار أصله مطروحًا لا يُستدل عليه، به واستخرج الممتنع من فصل المسموع وشواذ الباب وأضداد الأحكام الواجبة تجده متيسرا إن شاء الله سبحانه.

بَابُ التَّصغير

  ولك فيه ثلاثة أسئلة: ما التصغير؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟

  فصل: أما ما التصغير فهو تقليل كثير، أو تحقير عظيم، أو تقريب بعيد، أو إدناء حبيب من القلب. فتقليل الكثير مثل قولهم: نُفيقة. وتحقير العظيم مثل: جميل، وتقريب البعيد مثل: رُحيلة، وإدناء الحبيب مثل قولهم: يا أبي، ويا أُخَي، ويا


(١) انظر: الجمل للزجاجي ٢٥٤.