كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المعرفة والنكرة

صفحة 252 - الجزء 1

  يقل بذلك أحد. وإنما يتبع الذي فيه الألف واللام المُضاف نعتا لأجل الاشتقاق وإمكان تضمنه لا غير وكذلك نعت المبهم لأنه لا ينعت إلا بجنس ولا يتضمن ضميرًا.

  فافهم هذه الفوائد فإنها حسنة.

  ومن أحكام هذا الباب أنَّ الألف واللام يدخلان الاسم على خمسة أقسام: لتعريف العهد، وتعريف الحضور، وتعريف الخبر، وللتفخيم، وبمعنى الذي والتي.

  فتعريف العهد مثل: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}⁣[المائدة: ٩٧] فهذا معهود يختص بغير غائبة وتعريف الحضور مثل قولك: جاءني هذا الرجل ودخلتُ هذا المسجد، وأكلتُ هذا الطعام فهذا وشبهه يختص بعين حاضرة لم يكن المخاطب عهدها قبل الخطاب.

  وتعريف الجنس كقولك: فُلان ماله ماله الإبل، والبقر والغنم وعنده الخيل والبغال والحمير. وقد كثر عنده الدينار والدرهم فلم ترد شخصا بعينه وإنما قصدت الجنس دون غيره فمعرفته. قال الله سبحانه: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}⁣[النساء: ٣٤]، {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}⁣[البقرة: ٢٢٨]، فلم يرد رجالاً مخصوصين ولا نساءً، مخصوصات، وإنما عنى الجنس والتفخيم ومثال الحسن والحسين، والقاسم والناصر، والحارث، والضّحاك، فلم يكن منكورًا فيعرف بِهِمَا. وإِنَّما جيء بهما للوصف والتفخيم والذي بمعنى الذي والتي مثل: الضارب زيدًا غدًا. والضاربة زيدًا غدًا معناه. وهذا الذي يضرب والتي تضرب، ليس يُعرفان الاسم لأنهما اسم ناقص بل يكون معهما باقيا على تنكيره وذكرتُهما لك لأن لا يشتكلا بغيرهما، فأما الألف واللام فمفسر نفس الكلمة. وقسم سادس ويتبعان الاسم مثل ألواح وألبان والفعل مثل: ألهى، وألفى، والحرف مثل: إلا وإلى، وإنما ذكرنا ما يختص بالاسم.

  ومن أحكام هذا الباب أن النكرة قد تقرب من المعرفة بوصف أو عطف، أو