باب استعمال الفعل المعتل مع الضمير
  كلام العرب: يا حرسي اضربا عنقه وخليا عنه، وعليه فسر بعضُهم قول الله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ}[ق: ٢٤] يعني القرين، وقال امرؤ القيس: (طويل)
  قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... (١)
  يخاطب صاحبته. وربما اضطر الشاعر إلى تأكيد الفعل الواجب كما قال بعضهم: (مديد)
  رُبّما أوفيْتُ فِي عَلَم ... ترفَعن ثوبي شمالات(٢)
  فإن أدخل ما لم يكن ضرورة فمن كلام العرب: (بعين ما أرينك، وبألم ما تختننه)(٣)، قال الشاعر: (طويل)
  فَلَا مَلِكٌ مَا يُدركنَّكَ سَعْيُهُ ... ولا سوقة ما يمدحنك بَاطِلاً(٤)
  ومن ذلك فعل الشرط إذا كان بعد إما المكسورة. قال الله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}[مريم: ٢٦]، {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً}[الأنفال: ٥٨]، وهذا أقرب إلى الأفعال التي تُؤكد - أعني الأربعة - التي هي: الأمر والنهي، والقسم، والاستفهام. لأن فعل الشرط خالص للاستقبال وإنَّما يكون التأكيد قليلاً في الخبر فافهم ذلك.
بَابُ استعمال الفعل المُعْتَلَّ مَعَ الضَّمِيرِ
  اعلم أن الفعل المعتل قد يختلف استعماله إذا اتصل به الضمير في الخبر والأمر فمَتَى كان الفعل معتلاً بالواو والياء مثل: يدعو ويرمي، واستعملته لواحد مذكر قلت: زيد يدعو ويرمي فتبقي حرف العلة على حاله في الاستقبال لاستتار
(١) انظر: ديوانه ٨.
(٢) البيت لجذيمة الأبرش، وقد نسب إليه في الخزانة: ٤/ ٥٦٧، والمقتضب: ٣/ ١٥، والكتاب: ٢/ ١٥٣.
(٣) انظر: مجمع الأمثال للميداني: ١/ ١٠٠.
(٤) البيت لحجر بن خالد يمدح النعمان، بن المنذر، انظر: التنبيه على شرح مشكلات الحماسة/٤٦١.