باب التنوين
  الأسماء ولذلك قيل: دخلها علامة للأمكن. فالأمكن والأفعال لا تُضاف إليها فتجر ولا هي تتمكن من الاسمية فتنون، وإنَّما لها حق المُشابهة لا غير. ومن المبني على جهة الحكم دون اللفظ جميع الجمل والحكاية وما سُمي بحرف مع اسم أو مبتدأ وخبر أو فعل، وفاعل، أو مفعول، مثل برق نحره، وتأبط شرًا، وزيد قائم، ومن الله اسم رجل. قال بعض الشعراء: (وافر)
  أنا بالله عائد من هَواهُنَّ ... وبالسيد الأجلِ مِنَ اللهِ(١)
  وكذلك الحكايات من نحو قال زيد عمرو منطلق. وكذلك لو أجريت الجملة صفة، أو صلة، أو خبرًا، أو حالاً لمفرد مثل: جاءني رجلٌ له علم. فله علم جملة وزيدٌ له علمٌ. وقيل: رأيتُ زيدًا له عِلم. وهذا الذي له علم يُحكم على الجملة بالبناء، ويحكم على موضع الصفة والحال والخبر، والحكاية، والأسماء المركبة بالإعراب ولا موضع للصلة والجملة. وإن كانت مبنية فبعضها يعمل في بعض والعامل الداخل عليها لا يعمل فيها عملاً ظاهرًا وإنّما قضينا على الجملة بالبناء لأنها من مجموع كلمتين أو كلمات والعامل الداخل يطلب معمولاً واحداً فلم تكن كلمة أولى من كلمة فتمانعت الكلمات وصار عاملها مشبها للحروف التي لم يستبد فلما ضعف بنيت الجملة وصار الإعراب حُكما لا لفظًا. فهذه علة والثانية أن الجملة نقلت إلى معنى الآحاد والنقل بغير الشيء عن ما هو عليه فبني فافهم ذلك.
  وهذا الباب قد كان في الكتاب مفترقًا فأحببتُ جمعه لك لتزداد به معرفةً فتصفح فوائده وتفهم دقائقه موفقًا إن شاء الله. وبالله التوفيق.
بَابُ التَّنْوين
  وفيه ثلاثة أسئلة مَا هُوَ؟ ولِمَ جيء به؟ وعلى كم ينقسم؟
  فصل: التنوين: نُون ساكنة تتبع الاسم بعد كماله، وهو شيء خاص للأسماء
(١) لم أهتد لقائله.