باب قسمة التصريف
  التنوين في النصب في مثل: رأيتُ زيدًا، ولا تُزادُ أولاً لأنَّها ساكنة ولا يُبتدأ بساكن. فإن احتج إليها حركت وصارت همزة وصل في مثل اسم، وابن، وادخل واعلم.
  وأما السين فتزادُ في باب استفعل وما تصرف منه نحو: استخرج، يستخرج، استخراجًا، وهو مستخرج. وتكون ساكنة بعد حرف زائد ولا تزاد أولاً ولا آخرًا. واعلم أن هذه الحروف إنَّما تكون زائدة إذا لم تصب فاء الوزن، ولا عينه، ولا لامه. فإن أصابت واحدا من هذه الثلاثة فهي أصلّ ولا يقطع عليها بالزيادة في كل موضع ألا ترى لو قلت آوى لكانت الهمزة فاء والواو عينا والياء لاما.
  فصل: وأما البدل فهو يكون بأحد عشر حرفًا وهي الألف، والهمزة، والياء، والجيم، والدال والميم والواو والنون، والطاء، والهاء، والتاء، يجمعها قولهم: جاد طويل آمنته فالألف تبدل من أربعة أحرف وهي الهمز، والياء، والواو، والنون. فتبدل الألف من الهمزة في التخفيف. لأن العرب اتسعت في الهمزة المفتوح ما قبلها، فأبدلوا منها الألف في نحو أرأيتَ الذي تولى وفي مثل: رأس، وفأس، وفلان قرأ علي سورة كذا بغير همز واستقرأها وكذلك تقول: آدم، وآذر، وآخر، والأصل أادم، وأاخر، بهمزتين مخففتين وإبدال الألف من الياء والواو في كل موضع تحركتا فيه وانفتح ما قبلهما؛ فإنَّهُما يقلبان ألفًا وذلك في مثل: باع، وقال، أصله: بيع، وقول، انقلبت الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها. فألف باع من الياء لأن المستقبل يبيع. وألف قال من الواو لأن مستقبله يقول فخذه من المستقبل. وإن شئت من المصدر نحو البيع والقول. وكذلك يكون في آخر الاسم، والفعل مثل: عصا، وفى وغزا، ورمى أصله عصوّ، وفتي، وغزو، ورمي، فانقلبت الياء والواو من ذلك ألفًا لانفتاح ما قبلها وسكنت لأن الألف لا تتحرك بحال.
  وإبدال الألف من النون في موضعين: أحدُهُما التنوين في النصب إذا وقف عليه.
  والموضع الثاني: نون التأكيد الخفيفة إذا وقف عليها وقبلها فتحة فإنّك تبدل منها جميعًا ألفين فتقول: رأيتُ زيدًا ويا زيد اضربا كأنك تأمر اثنين. قال الله