باب قسمة التصريف
  تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ}[ق: ٢٥] قيل أصله: القين. ومن كلام العرب: خليا عنه، ويَا حرسي اضرِبَا عُنُقَهُ.
  والتاء تبدل من الواو في تكأت وتخمه، وعلى الله التكلان. وغير ذلك أصله من توكأت ووخمت ووكلت أمري إلى الله. والذي في آخرها مثل: أخت، وبنت، أصله من الأخوة والبنوة، ومتى كانت فاء الأفعال واوًا قلبت تاءً مثل اتعد، واتزن. قال طرفة: (طويل)
  رأيتُ القَوافِي يَتَّلِجْنَ مَوالِجا ... تَضَايَقُ عَنْهَا أَنْ تَوَلَّجَها الأبَر(١)
  والهمزة تبدلُ من الألف، والياء والواو والهاء. فإبدالها من الألف في مثل حَمْراء، وصفراء، وعشواء، ونُفساء، وقوم ظُرفاء. وأنبياء، والأصل ألف مثل: حُبلى وسنرى.
  وإبدال الهمزة من الياء في مثل: رداء، وفناء أصله رداي وفناي. وإبدالها من الواو في مثل كساء وسماء وأصله كساو وسماو، لأنه من الكسوة والسمو. وكذلك يبدلون من الواو همزة إذا وقعت أولاً مضمومة أو مكسورة مثل: وجوه، وأوجه، ووشاج، وأشاج، ووسادة، وأسادة ومثله كل واو انضمت وانفتحت في أول الفعل الماضي إذا كانت تثبت في المستقبل جاز فيها الوجهان مثل: وقتت وأقتت، ووكدت وأكدت لأنك تقول: يُوقّت ويؤكد وكذلك التوقيت والتوكيد والتأقيت والتأكيد وقس عليه.
  فأما لو كانت الواو تسقط مثل: وعد يعد، ووزن يزن، لم يجز قلبها فيُقالُ اعد، ولا ازن بتة.
  وإبدال الهمزة من الهاء في مثل آل أصله أهل وقالوا: ماء والأصل: ماة،
(١) البيت من البحر الطويل وهو في ديوان طرفة ٤، وقد نسب إليه في البيان والتبيين للجاحظ: ١/ ١٥٨، وفي الخصائص: ١/ ١٤٠ ومنه (فإن القوافي)، وفي شواهد ابن يعيش، فإن القوافي، ونسبه المحقق إلى طرفة موصيا أن البيت في زيادات الديوان: ١٠/ ٣٧، وفي ديوانه تحقيق كرم البستاني ٦٤، التصريف الملوكي /٢٧ ولسان العرب مادة (ولج): ٣/ ٣٢٣.