كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب قسمة التصريف

صفحة 337 - الجزء 1

  تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ}⁣[ق: ٢٥] قيل أصله: القين. ومن كلام العرب: خليا عنه، ويَا حرسي اضرِبَا عُنُقَهُ.

  والتاء تبدل من الواو في تكأت وتخمه، وعلى الله التكلان. وغير ذلك أصله من توكأت ووخمت ووكلت أمري إلى الله. والذي في آخرها مثل: أخت، وبنت، أصله من الأخوة والبنوة، ومتى كانت فاء الأفعال واوًا قلبت تاءً مثل اتعد، واتزن. قال طرفة: (طويل)

  رأيتُ القَوافِي يَتَّلِجْنَ مَوالِجا ... تَضَايَقُ عَنْهَا أَنْ تَوَلَّجَها الأبَر⁣(⁣١)

  والهمزة تبدلُ من الألف، والياء والواو والهاء. فإبدالها من الألف في مثل حَمْراء، وصفراء، وعشواء، ونُفساء، وقوم ظُرفاء. وأنبياء، والأصل ألف مثل: حُبلى وسنرى.

  وإبدال الهمزة من الياء في مثل: رداء، وفناء أصله رداي وفناي. وإبدالها من الواو في مثل كساء وسماء وأصله كساو وسماو، لأنه من الكسوة والسمو. وكذلك يبدلون من الواو همزة إذا وقعت أولاً مضمومة أو مكسورة مثل: وجوه، وأوجه، ووشاج، وأشاج، ووسادة، وأسادة ومثله كل واو انضمت وانفتحت في أول الفعل الماضي إذا كانت تثبت في المستقبل جاز فيها الوجهان مثل: وقتت وأقتت، ووكدت وأكدت لأنك تقول: يُوقّت ويؤكد وكذلك التوقيت والتوكيد والتأقيت والتأكيد وقس عليه.

  فأما لو كانت الواو تسقط مثل: وعد يعد، ووزن يزن، لم يجز قلبها فيُقالُ اعد، ولا ازن بتة.

  وإبدال الهمزة من الهاء في مثل آل أصله أهل وقالوا: ماء والأصل: ماة،


(١) البيت من البحر الطويل وهو في ديوان طرفة ٤، وقد نسب إليه في البيان والتبيين للجاحظ: ١/ ١٥٨، وفي الخصائص: ١/ ١٤٠ ومنه (فإن القوافي)، وفي شواهد ابن يعيش، فإن القوافي، ونسبه المحقق إلى طرفة موصيا أن البيت في زيادات الديوان: ١٠/ ٣٧، وفي ديوانه تحقيق كرم البستاني ٦٤، التصريف الملوكي /٢٧ ولسان العرب مادة (ولج): ٣/ ٣٢٣.