كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب قسمة التصريف

صفحة 341 - الجزء 1

  الماضي وحذفت في المستقبل مثل: وعد يعد، ووزن يزن وورد يرد، ووهب يهب، وقس عليه أصله يوعد ويوزن، ويوهب ولو تحركت لثبتت مثل: وكد يؤكد، ووقت يؤقت، وجاء فيها كما أعلمتُك فصار جملة الأمر أن كل واو وقعت بين ياء وكسرة وسكنت انحذفت أصلاً أبدًا. وكذلك أيضًا تنحذف واو مصدر هذا الفعل مثل، عدة وزنة بوزن فعلة. وكذلك ألف القطع، وألف الوصل يُحذفان من المستقبل في مثل: أكرم يُكرم، واستخرج يستخرج. أما ألف القطع فقليل لا يجمع بين همزتين إذا قلت أكرمت فأنا أكرم، وربما جاز ذلك للشاعر كما قال:

  فإنَّه أهل لأن يؤكرما⁣(⁣١)

  وأما ألف الوصل فحذفت لأن حرف المضارعة بتحرُّكه قد أغنى عنها ووصل إلى النطق بالساكن بغير ألف فحذف لذلك فافهم هذين الأصلين.

  والأصل الثالث: أنّ حروف العلة تُحذف للجزم والوقف والتقاء الساكنين مثال الأول: لم يغز، ولم يرم، ولم يخش، ومثال الثاني: اغز وارم، واخش، ومثال الثالث: قم، وبع، والأصل يقوم، ويبيع، فحذف حرف العلة لسكون اللام والعين بعد أن نقلت حركته إلى الحرف الصحيح أعني الفاء فلما تحركت الفاء أغنت بحركتها عن ألف الوصل فحذفت إن أمكن النطق بالساكنين لما حرك، ومن هذا النوع نحو قاض وغاز، حذفت الياء لالتقاء الساكنين وهما التنوين والياء لما استثقلت الحركة عليها.

  ومما حُذِفَ من حروف العلة لاستثقال الحركة عليه الواو أيضًا في قول: مقول، وفرس مقود، والأصل: مقوول، ومقوود، وليس في كلام العرب واوان الأولى منهما مضمومة إلا قولهم القومُ ذوو مال فلم يجز حذفها فيشبه الجمع الواحد فصار الذي يُحذف من الحروف قياسًا ثلاثة أحرف: حروف العلة أولاً


(١) هذا البيت من مشطور الرجز، وهو لأبي حيان الفقعسي انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف للأنباري / ٢٣٩، ١١، ٧٨٥، والخصائص: ١/ ١٤٥، دون نسبة واللسان مادة (كرم): وحاشية مجالس ثعلب/ ٣٩، والمقتضب: ٢/ ٩٨، وفي التصريف الملوكي لابن جني/ ٣٥.