كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب تغيير الحركة والسكون في التصريف

صفحة 351 - الجزء 1

  بين أوزان الظروف وبينت حكم الآلة في أبيات وهي:

  كَفَاكَ بِعَيْنِ الْفِعْلِ فِي الحالِ شاهدًا ... على صيغة الظرف الذي فيه يَفْعَلُ

  فَإِنْ حُرِّكَتْ ضَمَّا وفتحًا فَمَفْعَلٌ ... وَإِنْ حُرِّكَتْ بالكسر فالظرف مَفْعِلُ

  وشدَّ مِنَ الفِعل الذي ضُمَّ عَيْنُه ... ظروف أتت مكسورةً ستمثل

  فإن زيدَ مَاضٍ هَمْزَةَ النقل أولاً ... أتى الظرف كالمَفْعُول لا يتبدل

  كقَوْلِكَ هَذا مَذْهَبْ فِيهِ مَسْلَكَ ... إلى مَشْرَبٍ فِي مَنْزِلِ فِيهِ تَنْزِلُ

  وَمَسْقطُ رَأْسِ مَنْبِت المَجْدِ مَكَةٌ ... وَمَسْجِدُهَا لي مَسْكِنٌ ومُعَولُ

  وَقِسْ مَحْشِرًا أو مَرْفِقًا ثم مَفْرِقًا ... مَعًا مَجْزِرًا وَمَطْلِعَ حِينَ تُسألُ

  إلى مَشْرِقِ أَو مَغْرِبِ فَهِيَ كُلُّهَا ... يجوزُ بفتح العَينِ والكَسْرُ أعْدَلُ

  وَقَالَ تَعَالَى مُهْلِكَ ثم مُنْزَ ل ... وَمَخْرَجُ صِدْقٍ بَعْدَ أَنْ قَالَ مُدْخَلُ

  وآلة هذا مِفْعَلٌ مِثْلَ مِقْطَعِ ... يَخُصُّ اعتمادًا مِنْهُ بالكسر أوَّلُ

  سِوَى سبعة شدَّت فضمت صدورها ... فَلِلسَّيفِ مِنْهَا مُنْتَنٌ ثم مُنْصُلٌ

  وفي غيرِ هَذَا مُدْهُنَّ ومُدقةٌ ... ومُكْحُلَةً أو مُسْقُط ثم مُسْخُلُ

  فصل: وأما تغيير الحركة إلى السكون للتخفيف فذلك يكون في ثلاثة مواضع:

  الأول: منها في كل كلمة يكون ثانيها حرفًا فإنّه يجوز تحريك ذلك الحرف على أصل وزنه، وتسكينه للتخفيف مثل: نحر، ونَحَرِ، وَنَهْرٍ ونَهَرٍ، وقد قُرئ: {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ}⁣[البقرة: ٢٤٩]، {مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ}. ومثله: شهر، وشَهَرٌ، ونَخْلٌ ونَخَلْ، وفَخْدٌ وفَخَدٌ وفَخِذ. وذلك أصل مستمر في الأسماء الثابتة والأفعال دُونَ المَصَادِر.

  والثاني: منها في كل كلمة توالى فيها ضمتان وكسرتان. فإنَّه يجوز تسكين الحركة الثانية واتباعها سواء أكان جمعًا أو مفردًا. فالجمع مثل: رُسُلٍ ورُسُلِ، وكُتُب وكُتُبِ، وفُرش وفُرُشٍ، وسُقْف وسُقُف، وقد قُرئ بذلك.

  والمفرد مثل: عُنق وعُنق، وإبْل وإبل، وربَّما سكنوا الكسرة بعد الضمة والفتحة تخفيفًا في الفعل الماضي نحو: ضَجَرَ، وضَجْر، وغُصَنٍ وغُصْنٍ، وفي