باب معاني التصريف
  ورجلٌ عَمَي القلب، وشجي، الحلق، وجَوِي الصدر، وامرأة عمية، وشجية، وجوية، ومثله طوي البطن، وقذي العين وردّ، وصدّ، وكرّ من النعاس. ويقول: عايرت المكيال وعاورته ولا يقال: عيَّرته. فأما معاير وكنوتُ الرجل وكنيته ولا تقول كنيته وتقول: طِنْتُ الكتاب وأتربتُه، ولا تقول: طينته ولا تربته ومن ما يجوز تخفيفه وتشديده الباقلا، والباقلاء، وهيّنٌ وهَينٌ، ولينٌ، ولين، وميت وميت، وسيد، وسيد، والمرعِزّي والمرعزي، والقبيط والقبيطي وقد يُروى حوصلة وحويصلة.
  فصل: وأما الهمز والتوهين فعلى ثلاثة أيضًا فمهموز لا يوهن، ومُوهَّنٌ لا يهمز، وما يجوز توهينه وهمزه.
  فالمهموز مثل: الملاءة الثوب، والباءة النكاح، والمراءة والدباءة والرداءة وهو الأهليلج والأترج، والعامة تطرح الهمزة فتقول: مُلاة وهليلجة وفي قلبه حنة وإنّما هو إحنة. ومنه: المؤاكلة والمؤاساة والمؤازرة من، أاكلت وأازرْتُ، وأاسَيْتُ، ويجوز واكلت وتقول: درهم رديء، بين الرداءة ولا يُقال الرداوة وقد نظم أبو الفتح بن جني(١) الحروف المهموزة على سياق حروف المعجم فقال: بدأت بالأمر وأبدأتُ وتكأت وأتكأتُ زيدًا، وثمأتُ رأسه بالحناء، وتنأنأتُ أي تأخرتُ، وجرأتك على كذا، وتجرأتُ وجشأتُ وتجشأتُ وأحنأتُ على الشيء أي أكببتُ عليه، وخطأتُ الرجل صرعته وأحكأت العقد، وأحكمته، وأحمأتُ البئر كثرت حمأتها وأحمأتها أخرجتها وحمأتها طرحتُ فيها الحمأة وخبأتُ الشيء وحسأتُ الكلب وأخطأتُ يا فُلان. وكذلك سائر الحروف فخذهَا مِنْ هُنَاكَ.
  والموهن مثل: خطوات وتخطيتُ قال الله تعالى: {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}[البقرة: ١٦٨] بلا همز وأبديت لي أي أظهرت ولا يقالُ: أَبدأتُ، وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ وشرهم، ولا يقال: أخيرُهم ولا أشرُّهم، وزكنتُ الأمر أي: علِمْتُهُ ولا يُقالُ: أزكنتَهُ.
(١) أبو الفتح ابن جني: هو أبو عثمان بن جني النحوي، من حذاق أهل الأدب وأعلمهم بعلم النحو والتصريف، وقد صنف فيهما، ولم يتكلم أحد في التصريف أدق كلاماً منه، ومات سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة نزهة الألباء: ٤٠٦، ومعجم الأدباء: ١٢/ ٨١، ٨٢، والكني والألقاب للقمي: ١/ ٢٤٦. وتاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان/ ٢٤٤، البغية/٢/ ١٣٢ وإنباه الرواة على إنباء النحاة: ٢/ ٢٣٥.