كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب معاني التصريف

صفحة 356 - الجزء 1

  والعضايةُ ضِعَافُ الطير، والعضاءة، والصَّلاية والصلاءة والعناءة والعناية، والسقاية والسقاءة، ويُقالُ: وكدّت وأكدت وورخت وأرخت، وأصدتُ الباب، ووصدته. وفي الأسماء مثل: أسادة ووسادة، وإشاح ووشاح، ووعاء وإعاء، ووقاء وإقاء، ولا وإلا، ووجوه وأجوه. فكل هذا بمعنى واحد.

  وربَّما همزوا الكلمة فكان لها معنى ووهنوها فكان لها معنى آخر تقول: بارأتك من الدين، وباريتُك فأخرتُك وعبأتُ الأمر، أي اهتممت به، وعبيتُ الجيش. وذرأتُ الطعام تذروه وذروت الشيء بالريح. ورتأت القوم، حفظتهم، وربوتُ في بني فُلان أي: نشأت وسبأ الخمر شربَها وسَبَى العدو سبيا ملكه، وصبأتُ خرجتُ من شيء إلى شيء، فأنا صابئ وصبوتُ إليك من الشوق ولبأت اللبأ مهموز ولبيتُك أجبتك، ورثأتُ فُلانًا قُلتُ فيه مرثية، ورثيتُ له رحمته وبدأتُ بالأمر ابتداءه وبدوتُ بفلان ظهرتُ له وبدوتُ إلى البادية، وبرأتُ من العلة وبريتُ القلم، وردأته أعنته. قال الله تعالى: {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي}⁣[القصص: ٣٤]، وأرديتُه أهلكته، وكلاته حفظته، وكليْتُهُ: أصبتُ كُليَتَه.

  فصل: وتغيير البناء لاختلاف المَعَانِي في مثل قولهم: إما لك الشيء، والمتربي به فاعل مثل تامر ولابن وشاحم ولاحم وسامن، وتارس، ونابل، ورامح، فإن باع⁣(⁣١)، وصنعه. قلت: فقال مثل: لبّان وتمار وسمان وشحام، ولحام، وقوّاس وتراس، ورمّاح وسياف، ولا يستعمل لاسم الفاعل الذي بوزن سياف وتمار وزن سائف، وتامر، فعل خلافًا لقولك استلين فهو مُستلين واستعنب فهو


= شرح ديوان علقمة للأعلم الشنتمري/ ١٢٩، وفيه (ولستُ بجني) ونسب إليه في المنصف ٢/ ١٠٢، واللسان مادة (لاك): ١٢/ ٣٧١، وصوب: ٢/ ٢٢، وتفسير القرطبي: ١/ ٢٦٣، ولم ينسب في إصلاح المنطق / ٧١، والاشتقاق لابن دريد / ٢٦، وفي الجمل للزجاجي/ ٦٠، واختلف في نسبته قيل: هو الرجل من عبد القيس يمدح النعمان. وقيل: لأبي وجزة يمدح عبد الله بن الزبير. ولكنه لعلقمة المشهور بعلقمة الفحل.

(١) ذلك أو صنعه.