كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب معاني التصريف

صفحة 357 - الجزء 1

  مستعنب فإن كثر ذلك عنده فهو مفعل نحو: مُتمر، ومُلْبِنٌ، ومُلْحِمْ، ومُشْحِم، وإن اشتهى فهو فعلي منسوب إليه مثل: تَمْرِي ولَبْنِي، وشحمي، ولحمي، وفي الحديث: «نبيكم تمريٌّ لَبْنِي»⁣(⁣١).

  وإن استعطى ذلك فهو مُستفعِل مستتمر يستوهب التمر ومستلين، ومستشحم ومستلحم، ومستعمل، وتقول: رجل مبطون إذا كان عليل البطن. قال علي بن الجهم: (بسيط)

  نُبئتُ بَعْلك مبطونًا فرُعْتُ لَهُ ... فَهَلْ تَمَاثَلَ أو تأتيه عُوادا؟⁣(⁣٢)

  ومثله مصدور وفي المثل: نفثه مصدور ومبطن مصدر إذا كان خميصهما وبطين صديرٌ إذا كان عظيمهما ومن صفة علي: الأنزع البطين وبطن إذا كان منهوما شرها بالطعام، ومبطان إذا كبر بطنه من كثرة ما أكل وحالته البطنة. قال الشاعر: (بسيط)

  فضيف عمرو وعمرو يسهران معا ... عمر و لبطنه والضيف للجوع⁣(⁣٣)

  ورجل ظهر صدرا إذا اشتكاهما. ورجلٌ نهض كثير اللحم، ونهيض إذا ذهب لحمه، وقس على هذا بابه مما تغير لاختلاف المعاني.

  وأما تغيير الاتساع: فهي الكلمة يتسعون فيها فتسمع عنهم بلغتين، وثلاث، وأربع، وخمس، وست.

  فبلغتين قولهم عليه طلاوة حسن وطلاوة حسن، وقمع وقمع، ونطع، ونطع، وقوام وقوام، والرضاع والرضاع، ويوم الربوع، والأربعاء، والحصاد، والحصاد. وفص الخاتم وقصه. ولثلاث لغات نحو إسوة، وأسوة، وأسوة، وجذوة، وجذوة، وجذوة، وسوى وسوى وسواء. وخَرصُ الرُّمح وخرصُهُ وخُرْصَه.


(١) الحديث: لم أعثر عليه في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، وفي م «ولبني».

(٢) علي بن الجهم، والبيت من البحر البسيط، وهو في ديوانه في التكملة/ ١٢٤، أبيات من البحر البسيط وبنفس القافية لعل البيت ساقط من الديوان.

(٣) البيت من البحر البسيط وهو لدعبل انظر كتاب طراز المجالس / ٢٠٦ لشهاب الدين الخفاجي.