كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الإعراب

صفحة 36 - الجزء 1

باب الإعراب

  ويُسأل فيه عن أربعة أسئلة ما الإعراب؟ ولم سُمِّيَ إعرابا؟ وكم ألقاب الإعراب؟ وبم يكون الإعراب؟

  فصل: الإعراب هو اختلاف أواخر الكلم على حدّ اختلاف العامل نحو: هذا زيد، ورأيتُ زيدًا، ومررتُ بزيد فزيد اسم واحد قد اختلف آخره بالإعراب، هذا في حال الوصل. ولو وقفت عليه لسكنتَ آخره في الرفع والجر فقلت: هذا زيد، ومررتُ بزيد، فإذا صرت إلى النصب تركت الفتحة لخفتها، وحذفت التنوين، وعوّضت منه ألفًا فقلت رأيت زيدا، ففي الأولين حذفان: حذف الحركة، وحذف التنوين، وفي النصب حذف وتعويض، وإنما دخل التنوين الأسماء للتمكين ففرق به بين الاسم والفعل، وبين المنصرف وغير المنصرف وبين المفرد والمضاف، قال سيبويه: أدخلت العرب التنوين علامة للأمكن، فالأمكن عندهم والأخف عليهم.

  ولا يجوز الوقوف عليه فيشبه النون الأصلية في: حسن، وقطن، أو الملحقة في ضيفن، ورعشن كما لا يجوز اطراحه في حال الوصل.

  فصل: وسمي إعرابًا لأحد ثلاثة أشياء وهي التبين، أو التغير، أو التحبيب.

  أما التبين فمن قولهم: أعرب الرَّجلُ عن حاجته إذا بين وأوضح، قال الله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا}⁣[يوسف: ٢]، وقال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥}⁣[الشعراء]، وفي الحديث: «البكر تُستأمر والثيبُ تُعرِبُ عن نفسها»⁣(⁣١). قال الشاعر: (طويل)

  وإني لأكُن عن قذور بغيرها ... وأغرب أحيانًا بها فأصارح⁣(⁣٢)

  والخيل العراب التي يتبين فيها العتق، وصاحبها معرب أي: له خيل عراب.

  قال الشاعر:


(١) رواه ابن ماجة في السنن الحديث (١٨٧٢)، وفيه: «البكرُ رضاها صمتها»، والسيوطي في الهمع: ١/ ١٣، وفيه «والثيب تعرب عن نفسها».

(٢) البيت لأبي زياد انظر: اللسان ٦/ ٣٧، ٣٩١.