باب الإعراب
باب الإعراب
  ويُسأل فيه عن أربعة أسئلة ما الإعراب؟ ولم سُمِّيَ إعرابا؟ وكم ألقاب الإعراب؟ وبم يكون الإعراب؟
  فصل: الإعراب هو اختلاف أواخر الكلم على حدّ اختلاف العامل نحو: هذا زيد، ورأيتُ زيدًا، ومررتُ بزيد فزيد اسم واحد قد اختلف آخره بالإعراب، هذا في حال الوصل. ولو وقفت عليه لسكنتَ آخره في الرفع والجر فقلت: هذا زيد، ومررتُ بزيد، فإذا صرت إلى النصب تركت الفتحة لخفتها، وحذفت التنوين، وعوّضت منه ألفًا فقلت رأيت زيدا، ففي الأولين حذفان: حذف الحركة، وحذف التنوين، وفي النصب حذف وتعويض، وإنما دخل التنوين الأسماء للتمكين ففرق به بين الاسم والفعل، وبين المنصرف وغير المنصرف وبين المفرد والمضاف، قال سيبويه: أدخلت العرب التنوين علامة للأمكن، فالأمكن عندهم والأخف عليهم.
  ولا يجوز الوقوف عليه فيشبه النون الأصلية في: حسن، وقطن، أو الملحقة في ضيفن، ورعشن كما لا يجوز اطراحه في حال الوصل.
  فصل: وسمي إعرابًا لأحد ثلاثة أشياء وهي التبين، أو التغير، أو التحبيب.
  أما التبين فمن قولهم: أعرب الرَّجلُ عن حاجته إذا بين وأوضح، قال الله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا}[يوسف: ٢]، وقال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥}[الشعراء]، وفي الحديث: «البكر تُستأمر والثيبُ تُعرِبُ عن نفسها»(١). قال الشاعر: (طويل)
  وإني لأكُن عن قذور بغيرها ... وأغرب أحيانًا بها فأصارح(٢)
  والخيل العراب التي يتبين فيها العتق، وصاحبها معرب أي: له خيل عراب.
  قال الشاعر:
(١) رواه ابن ماجة في السنن الحديث (١٨٧٢)، وفيه: «البكرُ رضاها صمتها»، والسيوطي في الهمع: ١/ ١٣، وفيه «والثيب تعرب عن نفسها».
(٢) البيت لأبي زياد انظر: اللسان ٦/ ٣٧، ٣٩١.