باب الحذف
  أنك لو أخبرت عن قوم كتبت: لما صدروا، قام زيد ولم تكتب الألف بعد واو صدروا لظن القارئ أنك تخبر عن واحد فقلت: لما صدر ثم عطف عليه فقلت: وقام زيد. قال سعيد بن مسعدة الأخفش: فلما أثبتوا الألف مع الواو المنفصلة في مثل: شكروا وكفروا واتسعوا في ذلك فجعلوه مذهبًا وأثبتوا الألف بعد كل واو ضمير منفصلة كانت أو متصلة، مثل: آمنوا وعملوا.
  والموضع الثالث: من زيادة الألف في كل منصوب منون نحو: رأيت زيدًا ومحمدًا. يثبتونَ الألف بعد النون ولا ينطقونَ بِهَا في الوصل فإذا وقفوا حذفوا التنوين وأعاضوا منه الألف وبعضهم يسميها ألف الوسيلة وهي مثل: رأيتُ زيدًا في الأسماء، ولتقوما يا زيد في الأفعال أهل البصرة يثبتونها ألفًا أعني نون التأكيد الخفيفة وكذلك هي في المصحف في: {وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ٣٢}[يوسف]، وقد تزاد الألف إشباعًا في مثل {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ١٠}[الأحزاب] {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ٦٧}[الأحزاب]، {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ٦}[الأعلى] و {وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ٦٦}[الأحزاب] فبعض القراء ينطق بهذه الألف في الوصل والوقف وبعضهم يكتبها ولا ينطق بها إلا في الوقف.
باب الحذف
  اعلم أن الحذف ضد الزيادة وهو أن يُسقط الكاتب حرفًا من هِجاء الكلمة في الخطّ عَلى وجه من الاختصار ويكون فيما أبقى دليلاً على ما ألقى فَلَا يلتبس بغيره. وجمهور ما يحذفه الكاتب خمسة أحرف ثلاثة محفوظة المواضع، واثنان مقيسان. فالمحفوظ الألف والياء والواو.
  والمقيسان: الأول منهما آخر كل حرفين مثلين من كلمة واحدة وأدغم أحدهما في الآخر وكتب لها صورة واحدة والثاني إحدى ثلاث صور اجتمعت متماثلة سواء أكانت من كلمة واحدة أو كلمتين.