كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب صورة الشكل وحكم القراءة

صفحة 377 - الجزء 1

  وأما التليين فهوَ يكون على ألف بعد الفتحة والواو بعد الضمة والياء بعد الكسرة لأنّ هذه الأحرف العليلة تُسمّى حروف المد واللين. فصورته ألف قصيرة على هذا الشكل يقوام، يبيع، يناال. وهو على وجهين: حقيقة وعلة. فالحقيقة ما ذكرنا وتلك صورته. والعلة تكون في أواخر الكلم نحو، له، به، ولا صورة لهذا النوع.

  والتشديد: أيضًا على ضربين: حقيقة وعلة. فالحقيقة أبدًا في كلّ حرف مضاعف من كلمة واحدة مثل خط وهذه صورته خط أخذ من شين: التشديد. وتشديد العلة مع التضعيف من كل كلمتين آخر الأولى وأول الثانية مثل: {اذْهَبْ بِكِتَابِي}⁣[النمل: ٢٨] ولا صورة له.

  والمد: على ضربين حقيقةً، وعلة. فالحقيقة ما كان من كلمة نحو القائم والسماء وهذه صورته () أخذ من مد إلا أن الميم والدال حُذِفَا استخفافًا، ومنهم من يكتب الميم فيكتب هكذا (مـ) ومنهم من يصل به الهمزة فيصوره هكذا (ء) ومد العلة ما كان من كلمتين مثل: {يَا بَنِي آدَمَ}⁣[الأعراف: ٢٦ - ٢٧] وربَّما اجتمعا في كلمة واحدة مثل: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}⁣[البقرة: ٤٠ - ٤٧] الأولى علة ولا صورة لها. والثانية حقيقة ولها صورة.

  والوصل: يلزم ألف الوصل، وصورته صاد بتراء مأخوذ من صاد الوصل فإن كان الحرف الذي قبل ألف الوصل مفتوحًا كان الوصل في رأس الألف كما ترى وأنت صالرجل، وإن كان مكسورًا كان الوصل في أسفل الألف مثل: اضرب

  صالرجل. وإن كان مضمومًا كان في وسط الألف نحو: هل يقوم صالرجل؟

  والاختلاس على ضربين حقيقة وعلة ولا يكون إلا على الواو والياء المفتوح ما قبلها الساكنين في أنفسهما. فإن كانت الكلمة حقيقة فهو حقيقة مثل: يوم وبين ولديهم، وعليهم، وهذه صورته: (يوم) مأخوذ من خاء الاختلاس.