كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الشعر وما يفتقر إلى معرفته الشاعر

صفحة 402 - الجزء 1

  وقد قيل: إن السناد قطع التأسيس من الشعر المؤسس كما قال بعضهم: (متقارب)

  حَلَفْتُ يمينًا له صادقه

  ثم قال: (متقارب)

  فَلَمْ يَرِنِي فِي مَحَلَّ الثَّقَهُ

  فأسس في الأول، وقطعه في الثاني وقيل: إنَّ الإقعاد معاقبة حرف الردف إذا كان ألفًا بالياء والواو كما قال بعضُهم⁣(⁣١): (وافر)

  إذا شَحَجَ الغُرابُ أَطَاشَ حِلْمِي ... فيَا الله من شحج الغراب

  ثم عاقبه بياء فقال: (وافر)

  غريب في الفلاة شجى غريبًا ... ألا يَحْنُو الغَريبُ على الغريب

  وقد قيل: إن الإقعاد أن تجعل ياء الوصل رويًّا كألف القصر وليسا سواء وذلك كقول بعضهم: (متقارب) أشَابَ الصغير وأفْنَى الكبير إذا ليلة ... كر الغَدَاةِ ومَرُّ العَشي

  أهرمت يوْمَهَا ... أتَى بَعْدَ ذلك يوم فتي

  نروح ونغدوا لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي⁣(⁣٢)

  وقيل: إنَّ السناد كل عيب وجد في الشعر وأنه اسم كل عيب، وعام لجميع العيوب. وقد بقي من هذا الباب كم محاسن الشعر؟ وعلى كم ينقسم؟ وما يجوز للشاعر إذا اضطر؟ ونحنُ نفرد لكل واحد منها بابًا. وربَّما طال الكلام فيه فذكرناه في بابين إن شاء الله تعالى.


=

كأن غصونهنَّ مُتون غدرٍ ... يصفقها الرياح إذا جرينا

(١) البيتان من الوافر ولم أهتد إلى لقائهما.

(٢) الأبيات من المتقارب وهي إلى الصَّلَتَان انظر الخزانة: ١/ ٣٠٨، والشعر والشعراء لابن قتيبة ٥٠٢، وفيه: (الليالي) بدل (الغداة)، ومعاهد التنصيص: ١/ ٧٣.