كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب شرح المعاني المذكورة

صفحة 410 - الجزء 1

  فصل: وأما التقسيم فهو: أن يريد الشاعر ذكر أشياء مختلفة في البيت فيقسمه بينها فلا يغادر قسمًا يقتضيه المعنى إلا أورده فمن أحسن ما جاء في قسمين قول نصيب العبد:

  فقال فريق القوم لما نشدتهم ... نعم وفريق ليمن الله ما ندري

  فقسمه بين قائل نعم، وقائل ما ندري.

  ومما جاء في ثلاثة قول قيس بن ذريح: (طويل)

  لقد كان فيها للأمانة موضعُ ... وللكف مُرتَادٌ وللعين منظرُ⁣(⁣١)

  ومن جاء في أربعة قول الحاركي: (طويل)

  فلا كبدي يفنى ولا بك رقة ... ولا عنك إقصار ولا فيك مطمع

  وقد يجيء التقسيم إلى أكثر من ذلك وربما جاء في بيت وبيتين وثلاثة وأربعة أيضًا.

  فصل: وأما التسهيم فهو: أن يأتي الشاعر بألفاظ متناسبة يدلُّ بعضها على بعض حتى لو أراد السامع أن يستخرج نصف البيت الآخر نصفه الأول لأمكنه من ومن مستحسنه قول البحتري: (متقارب)

  وإذا حاربوا أذلوا عزيزا ... وإذا سالموا أعرُّوا ذليلا

  ومثله قوله: (طول)

  أحلت دمي من غير جرم وحرمت ... بلا سبب يوم اللقاء كلامي

  ثم سهم فقال: (طويل)

  فليس الذي حللته بمحلل ... وليس الذي حرمته بحرام⁣(⁣٢)

  ومثله قول الآخر⁣(⁣٣): (متقارب)

  أموقع تنطق غير الصواب ... فلا جيد خزعك يا موقع


(١) البيت من الطويل، وهو في ديوان قيس ولبنى شعر ودراسة ص ٨٧، وفيه: (للقلب) بدل (وللكف).

(٢) الأبيات الثلاثة للبحتُري: ديوانه / ص ١٧٦٩، ٢٠٠٠، ٢٠٠١.

(٣) البيتان من المتقارب ولم أهتد لقائلهما.