باب شرح المعاني المذكورة
  فصل: وأما التقسيم فهو: أن يريد الشاعر ذكر أشياء مختلفة في البيت فيقسمه بينها فلا يغادر قسمًا يقتضيه المعنى إلا أورده فمن أحسن ما جاء في قسمين قول نصيب العبد:
  فقال فريق القوم لما نشدتهم ... نعم وفريق ليمن الله ما ندري
  فقسمه بين قائل نعم، وقائل ما ندري.
  ومما جاء في ثلاثة قول قيس بن ذريح: (طويل)
  لقد كان فيها للأمانة موضعُ ... وللكف مُرتَادٌ وللعين منظرُ(١)
  ومن جاء في أربعة قول الحاركي: (طويل)
  فلا كبدي يفنى ولا بك رقة ... ولا عنك إقصار ولا فيك مطمع
  وقد يجيء التقسيم إلى أكثر من ذلك وربما جاء في بيت وبيتين وثلاثة وأربعة أيضًا.
  فصل: وأما التسهيم فهو: أن يأتي الشاعر بألفاظ متناسبة يدلُّ بعضها على بعض حتى لو أراد السامع أن يستخرج نصف البيت الآخر نصفه الأول لأمكنه من ومن مستحسنه قول البحتري: (متقارب)
  وإذا حاربوا أذلوا عزيزا ... وإذا سالموا أعرُّوا ذليلا
  ومثله قوله: (طول)
  أحلت دمي من غير جرم وحرمت ... بلا سبب يوم اللقاء كلامي
  ثم سهم فقال: (طويل)
  فليس الذي حللته بمحلل ... وليس الذي حرمته بحرام(٢)
  ومثله قول الآخر(٣): (متقارب)
  أموقع تنطق غير الصواب ... فلا جيد خزعك يا موقع
(١) البيت من الطويل، وهو في ديوان قيس ولبنى شعر ودراسة ص ٨٧، وفيه: (للقلب) بدل (وللكف).
(٢) الأبيات الثلاثة للبحتُري: ديوانه / ص ١٧٦٩، ٢٠٠٠، ٢٠٠١.
(٣) البيتان من المتقارب ولم أهتد لقائلهما.