كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب شرح المعاني المذكورة

صفحة 411 - الجزء 1

  فما فوق ذلتكم ذلة ... ولا تحت موضعكم موضعُ

  والمساهمة هي المشاركة بين الشيئين.

  فصل: وأما التصدير فهو: أن يذكر الشاعر في صدر بيته لفظةً يدلُّ بها على القافية أو يعيدها نفسها ومنه قولُ جرير بن عطية: (طويل)

  سَقَى الرَّمل جون مُستهل رُبابه ... وما ذاك إلا حُبُّ من حل بالرمل⁣(⁣١)

  ومثله قول الآخر: (طويل)

  سريع إلى ابن العم يشتم عرضه ... وليس إلى داعي الندى بسريعُ⁣(⁣٢)

  فصل: وأما الترديد فهو: تعليق الشاعر لفظةً بالبيت بمعنى ثم يردها فيه مرة أخرى ويعلقها بمعنى آخر ومنه قولُ أبي حية النميري: (طويل)

  ألا حي من أجل الحبيب المَغَانِيَا ... لبسن البلى البسن اللياليا⁣(⁣٣)

  فردد لبس مرتين ثم قال:

  إذا ما تَقَاضَى المرء يوم وليلة ... تقاضاه شيء لا يمل التقاضيا

  ردد التقاضي ثلاث مرات ومثله قول الخليع الباهلي: (طويل)

  لقد ملأت عيني بغر محاسن ... ملأن فؤادي لوعةً وهموما⁣(⁣٤)

  وقول أبي نواس واسمه الحسن بن هاني: (بسيط)


(١) البيت من البحر الطويل وهو في ديوانه/ ٣٧٠، والعمدة ٢/ ٥، وتحرير التحبير/ ١١٦.

(٢) البيت من الطويل وهو إلى المغيرة بن عبد الله المعروف بالأقيشر، تحرير التحبير: ١١٦، ومن التلخيص للقزويني / ١١١، وفيه: يلطم وجهه وكذلك في معاهد التنصيص شاهد رقم ١٦٥، ٣/ ٢٤٢، وكتاب النقد العربي القديم/ ٢٦٤.

(٣) أبو حية النميري هو الهيثم بن الربيع، وكان يروي عن الفرزدق وكان كذابًا جبانًا وهو شاعر مجيد مقدم من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، وكان راجزا ومن ساكني البصرة. الشعر والشعراء لابن قتيبة: ٢/ ٧٤٤، الأغاني: ١٦/ ٢٣٦ - ٢٣٩، معجم الشعراء للمرزباني، والمؤتلف والمختلف/ ١٠٣، والبيتان من البحر الطويل وقد أنشدهما أبو حية إلى أبي مناذر، انظر: الشعر والشعراء/ ٧٧٥، ومنه (بعد) بدل (أجل) ومعجم الشعراء للمرزباني/ ١٠٣، والبديع لابن المعتز / ٧٦ نسبه له.

(٤) البيت من البحر الطويل.