باب شرح المعاني المذكورة
  صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها ... لو مَسَّهَا حَجَرٌ مستهُ سَرَاءُ(١)
  ومثله قول امرئ القيس: (طويل)
  وتعرف فيه من أبيه شمائلا ... ومن خاله ومن يزيد ومن حُجُرْ
  سماحة ذا وبر ذا ووفاء ذا ونائل ذا ... إذا صَحَا وإذا سكر(٢)
  فصل: وأما التبيين: فهُوَ أن يذكر الشاعر شيئًا مُجملاً ثم يبينه بالتفسير ومنه قول الشاعر: (طويل)
  وفي أربع مَتَى ثوت مِنْكَ أَرْبَعٌ ... فلم أتبين أيُّها هاجَ لِي كَرْبِي
  فأجمل ذكر الأربع الثاوية وذكر الأربع المثوى فيها حتى بينه بقوله: (طويل)
  أوجهك في عيني أم الريق في فَمِي ... أم النُّطق في سمعي أم الحب في قلبي(٣)
  وقال ذو الرمة: (طويل)
  وليل كجلباب العروس أدرعته ... بأربعة والشخص في العين واحد
  ثم قال:
  أحم علا في وأبيض صارم ... وأعبس مهري وأروع ماجد(٤)
  ولا بأس في شيء قلته:
  أبى لي الضيم مِنكَ أربعة ... قَوْمِي وقلبي وصارِمِي ويدي
  فصل: وأما التقريع فهو: أن يستعظم الشاعر شيئًا فيصفه على وجه ما كذا حتى إذا استعظم عاد إلى قصده فقصصه عليه وقد أوقع عظمته في النفوس ومنه قول الشاعر: (طويل)
  وما بيضة بات الظليم يُحفّها ... ويرفعُ عَنْهَا جُوْجُوا مُتجافيا
(١) البيت من البحر البسيط وهو في ديوانه / ٢٣٤، طبع دار صادر/ ٧.
(٢) البيتان من الطويل وهما في ديوانه/ ١١٣.
(٣) البيتان من البحر الطويل، انظر عيار الشعر لابن طباطبا بلا عزو / ١٢٨ وفيه: (حلت) بدل (ثوت) وعجز الأول:
فإن أنا داريتها هَاجَ بِي كَرْبِي
(٤) البيتان لذي الرمة: وهما من الطويل ديوانه ١٧٧ - ١٧٨، وصدر البيت الأول: وليل كأثناء الرُّويزي جُبْتُهُ، وأشعث) بدل (أروع) وتحرير التحبير نسبه لذي الرمة/ ٤٧١.