باب شرح المعاني المذكورة
  ويَكْشِفُ عَنْهَا وهي بيضاء طفلة ... وقدما ثلت قرنًا مِن الشَّمْسِ ضَاحِيَا(١)
  ثم عاد إلى القصيدة فقال:
  بأحسن منها يوم قالت أرائح ... مع السفر أم ثاوِ لدينا لياليا
  ومثله قول الآخر(٢): (طويل)
  فما وجد ملواح من الهيم خليت ... عن الماء حَتَّى جلدها يتصلصل
  ثم قال: (طويل)
  بأعظم مني علةً وتقطعا ... إلى الوصل إلا أنني أتحمل
  فصل: وأما التتميم فهو: أن يبتدئ الشاعر بذكر شيء ثم يكمله قبل أن ينتهي إلى القافية ثم يحتاج إليها فيجيء بشيء مما يتم به البيت فيزيد المعنى بلوغا ومنه قول امرئ القيس: (طويل)
  كان عُيون الوحشِ حَولَ خبائِنَا ... وأَرْجُلِنَا الجَزْعُ الَّذِي لَمْ يُقَبِ(٣)
  فقد تم له التشبيه. وزاد المعنى بلوغاً لأن العيون بالجزع الذي لم يثقب أشبه منها بما قد تقب. ومثله قول زهير: (طويل)
  كأن فتات العهن في كُلّ مَنْزِل ... نَزَلْنَ بَهَ حَبُّ القَنَا لَمْ يُحطَّم(٤)
  فأكمل المعنى ثم تمم بقوله: (لم يحطم) ومنهم من يسمى هذا النوع التبليغ ويجعل التتميم في حشو البيت إذا كان حشوًا لا يستغنى عنه كما قال الشاعر: (طويل)
  رجال إذا لم يقبل الحق منهم ... ويُعطوه عاذوا بالسيوف القواضِبِ(٥)
(١) الأبيات من الطويل وهي إلى سحيم عبد بني ا الحسحاس ديوانه / ١٨، وتحقيق الميمني والأشباه والنظائر للخالدين: ٢/ ١٢، والبيت الثاني ساقط من الأشباه.
(٢) البيتان من الطويل ولم أهتد لقائلهما.
(٣) البيت من الطويل وهو في ديوانه: ٥٣.
(٤) البيت من الطويل وهو في شرح ديوان زهير لثعلب/ ١٢ من المعلقة. وجمهرة أشعار العرب ٤٨، وفيها: (حُبّ القنا).
(٥) البيت من الطويل وهو لنافع بن خليفة الغنوي انظر: تحرير التحبير / ١٢٨، وفيه: (أناس) بدل (رجال) وفي العمدة ٢/ ٤١، والصناعتين، ٣٩٨، ونهاية الأرب: ٧/ ١١٨، والطراز: ٣/ ١٠٥.