كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب شرح المعاني المذكورة

صفحة 413 - الجزء 1

  ويَكْشِفُ عَنْهَا وهي بيضاء طفلة ... وقدما ثلت قرنًا مِن الشَّمْسِ ضَاحِيَا⁣(⁣١)

  ثم عاد إلى القصيدة فقال:

  بأحسن منها يوم قالت أرائح ... مع السفر أم ثاوِ لدينا لياليا

  ومثله قول الآخر⁣(⁣٢): (طويل)

  فما وجد ملواح من الهيم خليت ... عن الماء حَتَّى جلدها يتصلصل

  ثم قال: (طويل)

  بأعظم مني علةً وتقطعا ... إلى الوصل إلا أنني أتحمل

  فصل: وأما التتميم فهو: أن يبتدئ الشاعر بذكر شيء ثم يكمله قبل أن ينتهي إلى القافية ثم يحتاج إليها فيجيء بشيء مما يتم به البيت فيزيد المعنى بلوغا ومنه قول امرئ القيس: (طويل)

  كان عُيون الوحشِ حَولَ خبائِنَا ... وأَرْجُلِنَا الجَزْعُ الَّذِي لَمْ يُقَبِ⁣(⁣٣)

  فقد تم له التشبيه. وزاد المعنى بلوغاً لأن العيون بالجزع الذي لم يثقب أشبه منها بما قد تقب. ومثله قول زهير: (طويل)

  كأن فتات العهن في كُلّ مَنْزِل ... نَزَلْنَ بَهَ حَبُّ القَنَا لَمْ يُحطَّم⁣(⁣٤)

  فأكمل المعنى ثم تمم بقوله: (لم يحطم) ومنهم من يسمى هذا النوع التبليغ ويجعل التتميم في حشو البيت إذا كان حشوًا لا يستغنى عنه كما قال الشاعر: (طويل)

  رجال إذا لم يقبل الحق منهم ... ويُعطوه عاذوا بالسيوف القواضِبِ⁣(⁣٥)


(١) الأبيات من الطويل وهي إلى سحيم عبد بني ا الحسحاس ديوانه / ١٨، وتحقيق الميمني والأشباه والنظائر للخالدين: ٢/ ١٢، والبيت الثاني ساقط من الأشباه.

(٢) البيتان من الطويل ولم أهتد لقائلهما.

(٣) البيت من الطويل وهو في ديوانه: ٥٣.

(٤) البيت من الطويل وهو في شرح ديوان زهير لثعلب/ ١٢ من المعلقة. وجمهرة أشعار العرب ٤٨، وفيها: (حُبّ القنا).

(٥) البيت من الطويل وهو لنافع بن خليفة الغنوي انظر: تحرير التحبير / ١٢٨، وفيه: (أناس) بدل (رجال) وفي العمدة ٢/ ٤١، والصناعتين، ٣٩٨، ونهاية الأرب: ٧/ ١١٨، والطراز: ٣/ ١٠٥.