ألا أيها الليل الطويلُ ألا انجلي ... يصبح وما الإصباحُ مِنْكَ بأمثل⁣^(⁣١)

  وربما جاء التصريع بالأرباع كما قال أبو تمام يصف قومه: (المتقارب)

  سيوف قواطع جبال فوارع ... سيول دوافع غُيوثُ هَوَامِعُ⁣^(⁣٢)

  ومثله: (طويل)

  ومن فاحم جَعْدِ ومن كفل نَهْدِ ... ومن قمر سَعْدِ ومن نائل ثَمْدِ⁣^(⁣٣)

  فصل: وأما التفويف فهو: أن يستعمل الشّاعر ألفاظا سهلة ثم يتصرف فيها إلى معان مختلفة فيكون كالثوب المفوّف الذي فيه من كل نوع لون ويحسن به ما فعل محبوبه من خير أو شر وربما ردد فيه الكلام ومنه قول بعضهم: (طويل)

  حلال لليلى أن تروع فؤادَهُ ... بهجر ومغفورٌ لليلى ذُنُوبُهَا⁣^(⁣٤)

  فاسمعه يُحلل لها ما ليس بحلال عنده ويغتفر لها ذنبًا هي مصرة عليه تحسينًا لفعلها ومنه قول أبي الشيص: (كامل)

  أشبهت أعدائي فصرتُ أحبهم ... إذ كان حظي مِنْكَ حَظي مِنْهُم

  وأهنتني فأهَنْتُ نفسي عامدًا ... ما من يهون عَلَيْكَ ممَّن يُكْرَمُ⁣^(⁣٥)

  ومثله قول أبي فراس⁣^(⁣٦): (طويل)

  أسَاءَ فَزَادَتْهُ الإساءَةُ حُظوةً ... حبيب على ما كانَ مِنْهُ حَبيبُ

  يَعُدُّ علَ ي الواشيان ذُنوبه ... ومن أين للوجه الجميل ذُنُوبُ؟

(١) الأبيات من الطويل وهي في ديوانه/ ١٢، ٨، ١٨.

(٢) البيت من المتقارب وهو في ديوانه/ ٤٧٩.

(٣) البيت من البحر الطويل وهو لأبي تمام، وفي ديوانه/ ١٢٧.

(٤) البيت من الطويل وهو لمجنون ليلى انظر ديوانه/ ٦٨، ٧٠. والبيت:

حلال لليلى شتمنا وانتقاصنا ... هنيئاً ومغفورٌ لليلي ذنوبها

(٥) أبو الشيص: وهو محمد بن عبد الله بن رزين وهو ابن عم دعبل بن علي بن رزين الشاعر، وكان في زمن الرشيد، والبيتان من الكامل وهما من جيد شعره، انظر: الشعر والشعراء/ ٨٤٢، ترجمته وذكر قصيدته التي منها هذان البيتان (وجاهدا) بدل (عامدا) وشعر علي بن جبلة / ٦٢، وأشعار أبي الشيص/ ٦٨.

(٦) الأبيات من الطويل، وانظر: أبا فراس تحقيق سامي الدهان: ٢/ ٣٩، وفيه (العاذلون) بدل (الواشيان)، و (المليح) بدل (الجميل).