باب جمع المؤنث السالم
  طلبًا للخفة فقلت: جمعات وركَبَات وظلمات قال الشاعر: (طويل)
  فلما رأونا باديًا رُكَبَاتنا ... على موطن لا نخلط الجد بالهزل(١)
  وإن شئت سكنتها على أصل جُمعة، وظلمة، فقلت: جُمعات، وظُلُمات، وعلى الثلاثة قُرئ: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}[البقرة: ١٦٨]. وإن كان مكسور الفاء جاز فيه الثلاثة أيضًا: تتبع الكسرة الكسر وتفتح طلبًا للخفة، وتسكن على الأصل، تقول في مثل: خرقة وكسرة، خرقات وكسرات، وخرقات وكسرات، وخرقات وكسرات. وإن كان مفتوح الأول لم يخل أن يكون اسمًا أو صفة مثل: عبلة وخدلة لم يجز فيه إلا وجه واحد وهو أن يجمع على لفظ واحد فيقال عبلات وخدْلات بسكون عينه. وإن كان اسمًا غير صفة مثل: جَفْنة ورَوْضة لم يخل أن يكون صحيحًا، أو معتلاً، فإن كان صحيحًا لم يجز فيه إلا وجه واحد وهو فتح عينه تقول في جفنة: جَفَنات، وفي أكلة: أكلات، إلا أن يكون مضعفا، مثل مرة وذرة. فإن كان كذلك لم يجز فيه تحريك عينه بل تقول فيه: ذرّات، وجرّات، وإن كان مُعتلاً لم يجز فيه أيضًا إلا وجه واحد، وهو تسكين عينه في الجمع تقول: في روضة رَوْضات، وفي عَوْرة: عورات، قال الله تعالى: {فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ}[الشورى: ٢٢]، وقال: {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ}[النور: ٥٨]، قال الشاعر: (طويل)
  وهل نحن إلا أنفس مُستعارة ... تمر بها الروحات والغُدوات(٢)
  وكذلك إن كان مُعتلاً بالياء والألف نحو بيضة وراحة قلت: و وجمعه بيضات وراحات، ومثله في مكسور الأول، ومضمومه إذا كانت عينه معتلة، أو مضاعفة فليس فيه إلا التسكين مثل: عُوضات وتينات وقُرات ومرات فاعرف ذلك.
  وكل مؤنث يجوز تسليمه خلافًا للمذكر، ومتى سلم كان جمع قلة، فافهم ذلك.
(١) البيت ذكره سيبويه في الكتاب: ٢/ ١٨٢، دون نسبة.
(٢) لم أهتد لقائله.