كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب جمع المؤنث المكسر

صفحة 63 - الجزء 1

  وصحيفة، فجمعه، فعايل، مثل: قرائب، وصحائف أو رابعًا مثل: حُبلى وسكرى فجمعه فَعَالى مثل: حَبَالى وسَكَارَى. وهذا أصل مستمر في كل ما آخره ألف تأنيث مقصورة. قال الشاعر: (خفيف)

  إن في بيتنا ثلاثُ حَبَالَى ... فوددنا لو قد وَلدْنَ جَميعًا

  فإن كان آخره ألفًا ممدودة لم يخل أن يكون صفة مشتقا من لون، أو غير صفة. وإن كان صفة مثل: حمراء، وصفراء، جمعته على فُعْل نحو: حُمْر وصُفْر، فإن كان ثاني الاسم ياء كسرت أولى الجميع لمجاورته الياء، فقلت: بيض، قال الله تعالى: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ}⁣[فاطر: ٢٧] وقال: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ ٢٧}⁣[فاطر]، وإن كان غير صفة مثل: صحراء وعذراء كان لك في جمعه وجهان: إن شئت جمعته على فَعَالى نحو صحارى و عذارى قال امرؤ القيس: (طويل)

  فظل العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهداب الدمقس المفتل⁣(⁣١)

  وإن شئت قلت فيه: فَعَالي وقلبت ألفه ياءً لانكسار ما قبلها من نحو: صحاري وعذاري، قال الشاعر: (متقارب)

  خلعت العذار لحب العذارى ... وما كن أهلاً لخلع العذاري

  ومنه قول المتنبي: (طويل)

  ترفع عن عون المكارم فعله ... فما يفعل الفعلات إلا عذاريا⁣(⁣٢)

  وهذا كله في ما كان فيه حرف علة إذا كان آخره همزة ممدودة، فأما ما صحت حروفه من الرباعي نحو: سلهبة، ومجمرة فجمعه اللازم له فَعَالل ومفاعل، نحو: سلاهب، ومجامر.

  فصل: وأمَّا الخُماسي فالعمل فيه أن تزيد عليه ألفًا ثالثة، وتحذف آخره فيصير على مثل حال الرباعي فتقول في سفرجلة: سفارج، وفي جحمرش: جحامر. وأوزان الجموع كثيرة وإنما قصدنا لأكثرها استعمالاً، وأعرضنا عن شواذها


(١) انظر ديوان امرئ القيس: ١١.

(٢) انظر: ديوانه ٢/ ٥١٥، وفيه (قدره) بدل (فعله).