باب جمع المؤنث المكسر
  وصحيفة، فجمعه، فعايل، مثل: قرائب، وصحائف أو رابعًا مثل: حُبلى وسكرى فجمعه فَعَالى مثل: حَبَالى وسَكَارَى. وهذا أصل مستمر في كل ما آخره ألف تأنيث مقصورة. قال الشاعر: (خفيف)
  إن في بيتنا ثلاثُ حَبَالَى ... فوددنا لو قد وَلدْنَ جَميعًا
  فإن كان آخره ألفًا ممدودة لم يخل أن يكون صفة مشتقا من لون، أو غير صفة. وإن كان صفة مثل: حمراء، وصفراء، جمعته على فُعْل نحو: حُمْر وصُفْر، فإن كان ثاني الاسم ياء كسرت أولى الجميع لمجاورته الياء، فقلت: بيض، قال الله تعالى: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ}[فاطر: ٢٧] وقال: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ ٢٧}[فاطر]، وإن كان غير صفة مثل: صحراء وعذراء كان لك في جمعه وجهان: إن شئت جمعته على فَعَالى نحو صحارى و عذارى قال امرؤ القيس: (طويل)
  فظل العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهداب الدمقس المفتل(١)
  وإن شئت قلت فيه: فَعَالي وقلبت ألفه ياءً لانكسار ما قبلها من نحو: صحاري وعذاري، قال الشاعر: (متقارب)
  خلعت العذار لحب العذارى ... وما كن أهلاً لخلع العذاري
  ومنه قول المتنبي: (طويل)
  ترفع عن عون المكارم فعله ... فما يفعل الفعلات إلا عذاريا(٢)
  وهذا كله في ما كان فيه حرف علة إذا كان آخره همزة ممدودة، فأما ما صحت حروفه من الرباعي نحو: سلهبة، ومجمرة فجمعه اللازم له فَعَالل ومفاعل، نحو: سلاهب، ومجامر.
  فصل: وأمَّا الخُماسي فالعمل فيه أن تزيد عليه ألفًا ثالثة، وتحذف آخره فيصير على مثل حال الرباعي فتقول في سفرجلة: سفارج، وفي جحمرش: جحامر. وأوزان الجموع كثيرة وإنما قصدنا لأكثرها استعمالاً، وأعرضنا عن شواذها
(١) انظر ديوان امرئ القيس: ١١.
(٢) انظر: ديوانه ٢/ ٥١٥، وفيه (قدره) بدل (فعله).