كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الفاعل والمفعول

صفحة 67 - الجزء 1

  المفعول، وهو في المعنى فاعل من نحو قوله ø: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا}⁣[الأنبياء: ٣٢]، و {حِجَابًا مَسْتُورًا ٤٥}⁣[الإسراء]، {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}⁣[مريم: ٤]، وجميع التمييز مع الفعل مثل تصبب بدنه عرقًا، واشتعل الشيب في الرأس، وتصبب عرق بدنه.

  والمفعول ينقسم على ثلاثة أضرب: مفعول في اللفظ والمعنى، ومفعول في المعنى دون اللفظ ومفعول في اللفظ دون المعنى وتمثيله مستخرج من قسمة الفاعل فخذه من هناك.

  فصل: وللفاعل رتبتان بعد الفعل، وقبل المفعول مثل: ضرب زيد عمرا، وبعد الفعل والمفعول نحو: ضرب عمرًا، زيد، وللمفعول ثلاث رتب بعد الفعل والفاعل وبين الفعل والفاعل - وقد مضى تمثيلها وقبل الفعل والفاعل نحو: عمرًا ضرب زيد.

  والفاعل ينقسم في التقديم والتأخير على ثلاثة أضرب: فاعل يجب تقديمه على المفعول، ولا يجوز تأخيره وهو الاستفهام والشرط، والمقصور إذا كان مفعوله مقصورًا مثله ولم يكن هناك فرق في اللفظ ولا في المعنى، ومثاله: من ضرب زيدا؟ ومن يضرب زيدًا أضربه وأكرم مُوسى عيسى. وفي الشرط والاستفهام خلاف. منهم من يقول: إنهما مبتدأن لتقدمهما على الفعل، وفي الفعل ضمير يعود إليهما وهو أشبه بالأصل، ومنهم من يقول: إنهما فاعلان يُراد بهما التأخير والفعل فارغ. وفاعل يجب تأخيره، ولا يجوز تقديمه، وهو كل فاعل اتصل به ضمير المفعول، أو بفعله إذا كان الفاعل ظاهرًا بالفاعل ضرب زيدًا غُلامُه وزان الثوب علمه. قال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}⁣[البقرة: ١٢٤]، {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}⁣[الأنعام: ١٥٨]، فلو قُلت ضرب غُلامه زيدًا لم يعد الضمير على مذكور وربما اضطر الشاعر إلى ذلك فأقدم عليه وهو ضعيف جدا، كما قال بعضهم: (الطويل)