كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب لا

صفحة 97 - الجزء 1

  مثل: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ٥٩}⁣[ص]. تقديره: لا ترحب مرحبًا.

  فإن قال قائل: فما تصنع بقولهم: (لا هيثم الليلة في المطي)⁣(⁣١). ولا فتى مثل ابن خيري. وقولهم: (قضية ولا أبا الحسن لها)، وهذا معرفة لا نكرة، والنفي خاص لا عالم، وقد بني مع لا.

  قيل له: إنَّ ثم محذوفًا أقيم هذا مقامه تقديره: لا مثل هيثم، ولا مثل أبي الحسن، ومثل نكرة على كل حال. فإن قال: ما تصنع أيضًا بقول الشاعر:

  ألا رجلا جزاه الله خيرًا ... يدلّ على مُحصّلة تبيت⁣(⁣٢)

  وهذا نكرة مفردة والنفي عام، وقد وَلَيت، لا، ولم تُبن معها قيل له: إنَّ رجلاً منصوب بفعل محذوف: ألا ترونني رجلاً، فإن فصلت بين النكرة لم تبنها معها، ورفعت على الابتداء مثل: {لَا فِيهَا غَوْلٌ}⁣[الصافات: ٤٧]. وقد أجاز الفراء رفع النكرة وإن وليتها لا نحو: {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}⁣[محمد: ١٩]، وهو ضعيف فأما قول الله ø: {لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}⁣[يونس: ٦٢] فإن خوفا مصدر فعل حال وليس باسم جنس شائع فلذلك لم يُبْنَ مَعَها.

  فصل: وأحكامها ثلاثة أضرب واجب، وجائز، وممتنع. أما الواجب فإن لا إذا وليتها النكرة المثناة أو المضافة عملت فيها النصب بلا خلاف، وتوابعها أبدًا منصوبة بتنوين وجوبًا، سواء أجئت بها قبل الخبر أم بعده، وإذا وليتها النكرة العامة المفردة بنيت معها على الفتح وجوبًا، بخلاف، قال الشاعر: (كامل)

  لا أرضَ أكثر منك بيض نعامة ... ومذانبا تندى وروضا أخضرا

  وإذا وقع فصل ألغيت فلم تعمل، ولم تبن معها شيء نحو: لا في الغلمان غُلامُ سفر لك، ولا في الدار رجلٌ ظريف. وإذا نعت النكرة المبنية مع إلا وجب نصب النعت بتنوين وكذلك لو عطفت عليها مثل: إلا رجل ظريفا عندك، ونحو: لا


(١) انظر: المقتضب: ٤/ ٣٦٢.

(٢) البيت منسوب إلى عمرو بن قعاس المرادي انظر: مقاييس اللغة: ٢/ ٦٨.