[أقل الجمع ثلاثة]
  القرينة (إلا ثلاثة فصاعدا)، وذلك دليل على أنه حقيقة في الزائد على الإثنين، لا فيهما لما علمت أن من علامة المجاز أن يتبادر غيره.
  وأما أنه صحيح إطلاقه على الإثنين، فلقوله تعالى: {فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ}[النساء: ١١]، فاطلق الإخوة، والمراد الأخوان فصاعدا إجماعاً، ويدل على الأمرين جميعًا، أنه قال ابن عباس(١) لعثمان(٢): ليس الأخوان إخوة في لسان قومك؛ فقال: لا أنقض أمراً كان قبلي وتوارثه الناس، فاستدل ابن عباس، ولم ينكر عليه عثمان بل عدل إلى التأويل، وهو الحمل على خلاف الظاهر بالإجماع، فدل ذلك على صحته
(١) ابن عباس: هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي؛ حبر الأمة، وترجمان القرآن. لوالدنا ومولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #: ولد قبل الهجرة، وحنّكه النبي ÷ بريقه، ودعاء له؛ ويسمى البحر لسعة علمه، وهو أحد الستة المكثرين في الرواية، وكان أكثرهم فتيا وأتباعاً؛ وكان عمر وغيره يرجعون إليه، واستعمله علي # على البصرة. وتوفي بالطائف سنة سبعين. قلت: وفي الاستيعاب والإصابة وغيرهما: سنة ثمان وستين. قال في الطبقات: بعد أن كف بصره؛ وفي الرواية: أنه من البكاء على الوصي # وصلى عليه محمد بن الحنفية؛ وقبره به مشهور مزور. أخرج له الهادي للحق، وأئمتنا كافة، والجماعة، وأصحاب المسانيد، وغيرهم.
قلت: قال الإمام الحجة المنصور بالله عبد الله بن حمزة $: وهو - أي ابن عباس - واحد زمانه، ونسيج وحده؛ اجتمعت هذه الأمة على محبته؛ وله من الفضائل ما تصعب الإحاطة به؛ وإنما نذكر طرفاً على وجه الرعاية لحقه، وإلا فشهرة أمره تغني عن الإطناب في ذكره. في الحديث أن أباه العباس ¦ بعثه إلى رسول الله ÷ لبعض حاجته، فأتاه وجبريل # يناجيه، فاستحيا أن يقطع نجواهما، ولم يعرف جبريل # فرجع إلى أبيه، فأعلمه؛ فجاء إلى رسول الله ÷ فأعلمه بذلك؛ فضم النبي ÷ عبد الله إليه، ومسح على صدره، وقال «اللهم فقهه في الدين، وانشر منه»، فكان كذلك، فروت عنه جميع الأمة؛ وهو الفقيه الذي لا يُدافع، والمصقع الذي لا يُنازع. كان ابن عباس A لابن عمه أمير المؤمنين # الوزير الأعظم، والنصير المقدم؛ شهد عبد الله بن عباس مع علي ¥ الجمل وصفين والنهروان. (تمت من لوامع الأنوار ص/ ٣/ ١٢٠ - ١٢١]).
(٢) عثمان: عثمان بن عفان، أبو عمرو القرشي الأموي، أسلم بعد نيف وثلاثين، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، ولم يحضر بدراً، وبويع له سنة أربع وعشرين. وكان سبب حصره أنه كان كلفاً بأقاربه، وكانوا أقارب سوء، فجرت أمور ذِكْرها يخرجنا عن المقصود، فَقُتل في ثاني عشر الحجة، سنة خمس وثلاثين، وله تسعون سنة. (تمت من لوامع الأنوار. لوالدنا ومولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي. ص/٣/ ١٥٤).