القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[مقدمة الكتاب]

صفحة 26 - الجزء 1

  

[مقدمة الكتاب]

  رب يسر وأعن يا كريم، أما بعد حمد من رفع منار شرعته، وأوضح للسالكين المنهاج، ووفق من اجتباه لتقعيد قواعد، وتمهيد فوائد، هي إلى ذلك معراج، وقشع مثار نقع الإبتداع بعد أن طبق الآفاق منه العجاج، والصلاة والسلام على سيدنا النبي الأمي الطاهر الزكي السراج الوهاج، الليث الكرار، والغيث المدرار، والبحر الزخار العذب غير الأجاج، وآله الأطهار المنتجبين الأخيار، الذين قشع بهم حنادس⁣(⁣١) الضلال، وكان كالليل الداج⁣(⁣٢).

  فإنه⁣(⁣٣) نظر إلي، وعول علي، في الإظهار لغوامض أسارير المعيار، والإستخراج وكشف النقاب، وتذليل مافيه من المعاني الصعاب، واستيفاء ما يحتاج من الحجاج، مَنِ⁣(⁣٤) إجابته غنمٌ وتخييب أمله غرم، وهو قمين بقضاء كل حاج، فقد ورد عن النبي الأمين مالا يعزب عن ذي العقل الرصين من الترهيب في تخييب الراج، فلبيت نداءه، وأجبت دعأه، وخففت مطايا الإسعاف بالتأويب والإدلاج⁣(⁣٥)، مع قصور الباع، وفتور الإستبضاع، وتفاقم أحوال، وتلاطم أشغال كالأمواج، وجمود في القريحة، وخمود الأنظار الصحيحة لإرهاق⁣(⁣٦) من


(١) الحنادس: ثلاث ليالٍ بعد الظلم. تمت قاموس.

(٢) الداج: (الدُجى) الظلمة ... ودياجي الليل حنادسه كأنه جمع ديجاة. تمت مختار الصحاح.

(٣) جواب أما بعد. تمت.

(٤) من فاعل نظر وعول. تمت.

(٥) الدلجة، بالضم والفتح: السير من أول الليل. تمت قاموس.

(٦) الإرهاق، وهو: أن تحمل الإنسان على ما لا يطيقه. قاموس. تمت هامش المخطوطة [أ].