[الخبر الأحادي]
  التزام)، وذلك (كوقائع حاتم) فيما يحكى من عطاياه من فرس وإبل وعين وثوب فإنها تتضمن جُوده، وهو القدر المشترك بينها الذي أشتمل كل منها عليه فيعلم، وإن لم يعلم شيء من تلك القضايا بعينه، (وكوقائع علي) ¥ في حروبه من أنه هزم في خيبر كذا، وفعل في أحد كذا، إلى غير ذلك، فإنه يدل بالالتزام على شجاعته، وقد تواتر ذلك عنه، وإن كان شيء من تلك الجزئيات لم يبلغ درجة القطع.
  والحاصل أنه لا شيء من الوقائع بانفرادها يدل على السخاوة أو الشجاعة بمعنى حصول العلم بها منها بل القدر المشترك بين الجزئيات وهو السخاوة أو الشجاعة هو الدال وهو المتواتر لا بمعنى أن شيئا من الوقائع الجزئية معلوم الصدق قطعا كيف وهو آحاد بل بمعنى أن العلم القطعي بالقدر المشترك يحصل من سماعها بطريق العادة.
  (قلت و) هذا القسم (يسمى التواتر المعنوي) إذ المتواتر إنما هو المعنى المشترك فقط كما تقرر.
  وأنت تعلم أنه لا معنى لاختلاف التواتر في الوقائع فكان يجب أن يفهرس المسألة بنحو إذا اختلفت الأخبار في الوقائع وكثرت.
[الخبر الأحادي]
  (مسألة: وإذا أخبر واحد) بشيء وهو (بحضرة خلق كثير ولم يكذبوه) فإن كان مما يحتمل أن لا يعلموه مثل خبر غريب لا يطلع عليه إلا الأفراد لم يدل على صدقه أصلا وإن كان مما (علم أنه لو كان) صدقا أو (كذبا لعلموه) فإن كان مما يجوز أن يكون لهم حامل على السكوت
  من خوف أو غيره لم يدل أيضاً، (و) إن علم أنه (لا حامل لهم على السكوت علم صدقه) قطعا (دلالة لا ضرورة والدليل العادة) إذ هي قاضية بامتناع سكوتهم